0
الهندوسيَّة والبُوذيَّة.. الخطر الكامن وراءَ محنة الأقليات المسلمة في آسيا أحمد أبو زيد


الهندوسيَّة والبُوذيَّة.. الخطر الكامن وراءَ محنة الأقليات المسلمة في آسيا

أحمد أبو زيد




محنة الأقليات المسلمة في بعض الدول الآسيوية، مثل: الهند، وبورما، وتايلاند، وسريلانكا، تقف من ورائها طائفتان، تسيطران على الحكم، ومقاليد السِّياسة في هذه الدول، وتُضْمِرُ العَدَاء للإسلام وأهله، وهاتان الطَّائفتان هما: الهندوسيَّة، والبُوذيَّة.

فعداءُ الهندوسيَّة للإسلام والمسلمينَ لا يقلُّ ضراوةً عن عداء الصَّليبية، والصِّهيَونِيَّة، والشيوعيَّة، وقد ظهر ذلك في المناطق التي يُسَيْطِر عليها الهندوس، وما تَعَرَّضَ له المسلمون فيها من مذابحَ، ومُمَارساتِ عُنفٍ على أيديهم، عَبْرَ سنوات طوال، مثلُ: الهند، وكشمير، وسريلانكا، فقد ذَاقَ المسلمون في هذه الدول مرارة الظُّلم، والاضطهاد، والتَّعذيب، والقتل، والتَّنكيل، بصورة لم يشهد لها العالَمُ مثيلاً.

ففي الهند: يعيش أكثر من 180 مليون مسلم، كأقليَّة، وسْطَ مجتمع وَثَنِيٍّ، يعبد البقر، ويكره الإسلام، وقد بقي المسلمونَ في الهند بعد التَّقسيم، ورَفَضوا الهجرة إلى باكستان؛ للإبقاءِ على الإسلام هناكَ، وتَحَمَّلُوا في سبيل ذلكَ الكثير منَ العَنَتِ، والاضطهاد، والتَّعذيب، والإبادة الجماعيَّة، وما زالتِ المُؤَامَرَات قائمةً حتى اليوم للقضاء عليهم، من خلال المَذَابحِ الجماعيَّة، وممارسات العُنْف المختلفة، فالمتطرِّفونَ الهندوس - الذين هدموا المسجد (البابِرِيَّ)، عامَ 1992م، وهو مِن أقدم وأَعْرَق مساجد الهند - يزعمون أنَّ الهند للهندوس، وعلى المسلمينَ أن يدخلوا الهندوسيَّة، ويتركوا الإسلام، أو يخرجوا منَ الهند، وإلاَّ فالموتُ جزاؤُهم.

وفي كشمير: يعيش 12 مليون مسلم، يُمَثِّلون الغالبيَّة العظمى لسكان الولاية، وكان مِنَ المفروض - طبقًا لاتِّفاقيَّة تقسيم شبه القارة الهنديَّة إلى الهند وباكستان - أن تَنضَمَّ كشمير إلى باكستان؛ ولكن الهند رَفَضَتْ هذا الانضمام، وقامتْ باحتلال الولاية عام 1947 م، وخَالَفَتْ كلَّ القَرَارات الدَّوليَّة التي تعطي لكشمير الحق في تقرير المصير، وَفْقًا لاستفتاءٍ حُرٍّ لسُكَّانها، وأَصَرَّت على حكم كشمير بالنار والحديد، وذبح أهلها لِتَحْويلهم إلى أقليَّةٍ ضعيفةٍ، وما زالت حتى اليوم تسيطر على ثُلُثَيِ الولاية، وتمارس ضد المسلمينَ هناكَ صنوف الظُّلم، والاضطهاد، والتَّعذيب، وهَضْم الحقوق، وكَبْت الحُرِّيَّات، وذلكَ بعد أنْ قَتَلَتْ منهمُ الآلافَ في مذابح جماعيَّة، وهَتَكَتْ أعْرَاض النِّساء، وأطْلَقَت جنودها الذين يصل عددهم إلى نصف مليون جندي للنَّهب، والسَّلب، والقَتْل، والتَّنكيل بأهالي كشمير، دون تَفْرِقة بين الرِّجال، والأطفال، والنِّساء، والشيوخ، فالمذابحُ الجَمَاعيَّة تحصد الجميع، ويتم حرق البيوت والمُمْتَلكات وقرى المسلمين بِمَن فيها، وعندما هَبَّ شَعْب كشمير المسلم في انتفاضةٍ إسلاميَّة عام 1990 م؛ دفاعًا عن حريته وحقه في تقرير مصيره، سَعَتِ القُوَّات الهنديَّة لِقَمْع هذه الانتفاضة بكافَّة الطُّرق، وصَدَرَتِ القوانين التي تبيح للجنود الهندوس إطلاق النار على المَدَنِيينَ؛ لِمُجَرّد الاشتباه، واعتقالهم وسجنهم سجنًا مطلقًا دون مُحَاكَمَة، وذلك لتموت هذه الانتفاضة، وتستمر سيطرة الهند على هذه الولاية المسلمة، على مَرْأى ومسمع منَ العالم كله، وهيئةِ الأمم المتحدة ومجلسِ الأمن الذي عجز عن تنفيذ قرار واحدٍ منَ القرارات التي اتَّخَذَها ضد الهند.

وفي سريلانكا: ساهمتِ الهندوسيَّة البَغيضَة في صُنع مِحْنة المسلمينَ هناكَ، وذلكَ عندما تَدَخَّلَت القوَّات الهنديَّة بدعوة منَ الحكومة السنهالية في سريلانكا؛ لِمَنع الحرب الأهليَّة بين البوذيينَ (الأغلبيَّة الحاكمة)، والتأميل، والمسلمين؛ ولكن الهندوس عاونوا التَّأميل على ذبح المسلمين هناكَ؛ ليُمَكِّنوهم من إقامة حكم ذاتي لهم في الشمال والشَّرق، حيثُ يَتَرَكَّز المسلمون، وبذلكَ تَغَيَّرَ الهدف الذي دخلتِ القوات الهنديَّة إلى سريلانكا لتَحْقِيقه، وبدلاً مِن وَقْف الحرب الأهليَّة أصبحتْ حربًا على المسلمين هناكَ، من قِبَل التأميل والهندوس؛ حيثُ لَمْ ينسَ الهندوس عداوتهم للمسلمين، ورغبتهم في استئصال وجودهم منَ الهند وكشمير وغيرها منَ الدول المُجَاوِرة.

وإذا ما انتقلنا إلى البوذيَّة - وهيَ ديانةٌ منَ الدِّيانات الباطلة التي تُسَيطر على عددٍ منَ الدول الآسيوية، مثل: بورما، وتايلاند، وسريلانكا، نجدها تضمر هي الأخرى العَدَاوة للإسلام والمسلمين، وتسعى لإِبادَتِهم في الدول التي تسيطر عليها، ومن هنا تأتي المحنة التي يعيشها المسلمونَ في هذه الدول.

ففي بورما: تعيش أقليَّة مُسلمَة في ظل حكم بوذي بغيض، يكره المسلمين، ويسعى لإِبَادَتِهم، ويحرمهم من أدنى حقوقهم السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة؛ حيث يجبرهم على الرِّدَّة عن الإسلام، ويقوم بهدم مساجدهم ومدارسهم الإسلاميَّة، ومصادرة أراضيهم، واغتصاب أموالهم وممتلكاتهم، وطردهم في موجات طرد جماعيَّة خارج البلاد، واغتيال قادتهم، وقتلهم سواءٌ في مذابح جماعية، أم بالتعذيب والتجويع في السجون والمُعتَقَلات، هذا إلى جانب اغتصاب النِّساء المسلمات، وإحراق مساكن المسلمين، وهَدْم القُرَى الإسلاميَّة، وممارسة كافَّة أشكال التَّمْيِيز العُنصري ضد المسلمين؛ سواء في الوظائف الحكومية، أو المناصب العليا، أو الحقوق السياسيَّة والاجتماعيَّة؛ حيثُ يعامَل المسلمون مُعامَلَة خاصَّة تختلف عن مُعَامَلة البوذيينَ؛ وذلك لإذْلالِهم، وإضعاف شَوْكَتِهم، وجَعْلِهم بلا هُوِيَّة، وهذا كله سعيًا لإِبَادَتِهم، واستئصالهم؛ حتى ينتهي الإسلام، ويختفي في هذه الدولة.

وفي سريلانكا: نجد أنَّ الأغلبيَّة الحاكمة فيها تدين بالبوذية، وموقفها منَ المسلمينَ لا يختلف عن موقف حكومة بورما، حيث تضطهدهم وتحرمهم من حقوقهم المشروعة، وتَتَوَاطَأ مع التأميل والهندوس على حربهم وذبحهم، واستئصال وجودهم، وتهميش دورهم، وضرب هُوِيَّتهم الإسلاميَّة.
وفي تايلاند: يعيش أكثر من 4 مليون مسلم في إقليم (فطاني)، ويواجهون تحدياتٍ كبيرةً من الحكومة البوذيَّة هناكَ، منها: اغتصاب أراضيهم، ومنحها للبوذيين؛ لإضعاف كيان المسلمين الاقتصادي، والسيطرة على التَّعليم، وإغلاق مكاتب تحفيظ القرآن الكريم والمدارس الإسلاميَّة، وحتى اليوم ما زالتِ الحكومة البوذيَّة في تايلاند تمارس سياستها الاضطهاديَّة ضد مسلمي (فطاني)، وتقوم بحرب شَرسَة؛ لقتل رُوح المُقَاوَمة الإسلاميَّة هناك، فقد أحرقت ما يزيد عن مائة ألف شابٍّ مسلم من (فطاني)، وسجنت وقَتَلَتِ العديد مِن علماء المسلمينَ.


الالوكة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger