0
مسلمي السنجق ... هل هذا وقت الخلاف والاقتتال ؟!!! يحيي البوليني






تألم المسلمون جميعا في أحداث البوسنة والهرسك , وتصدرت المذابح التي تعرضوا لها كل وسائل الإعلام الإسلامية , وتحرك الكثير من المسلمين لنجدتهم ماليا أو بأفراد أو بغير ذلك من وسائل الدعم على المستوى الشعبي , ولكننا نتألم الألم الأكبر حينما نجد هذه الفئة التي طالما ذاقت من العذاب ألوانا تقتتل فيما بينها على أي سبب مهما كان .
اقليم السنجاق المسلم
فتحد إقليم السنجق شرقا شمالا الجمهورية الصربية ، وتحده من الشمال الغربي جمهورية البوسنة والهرسك، ومن الغرب جمهورية الجبل الأسود، ومن الجنوب إقليم كوسوفو , وتبلغ مساحته حوالي تسعة آلاف كيلومترا مربعا، وسكانه حوالي نصف مليون نسمة يشكل المسلمون أغلبيتهم
والأصل العرقي لأهل البوسنة والسنجاق واحد وهو (البشناق) لكن الصرب قسموهم إلى قسمين معزولين تماما , وتعرضا معا للبطش الصربي وتعرضا للقتل الجماعي والإبادة المتعمدة المسكوت عليها عالميا حتى اضطروا إلى الهجرة فرارا من الذبح على أيدي الصرب الذين قتلوا منهم مئات الألوف في موجات متتالية
فهل يعقل لمن يتعرض لمثل هذه الأخطار والمؤامرات أن يكون بينه وبين أخيه المسلم عداء مستحكما يصل إلى حد التنازع بالسلاح ويقتل بعضهم بعضا ؟!!!
وهل يمكن أن تصل هذه الخلافات لدرجة أنها تتطلب زيارة من وزير الخارجية التركي ليعقد مصالحة بين زعماء ووجهاء من مسلمي السنجق ليعود السلام بين الأشقاء ؟!!!
تركيا تتوسط لحل النزاع بين مسلمي سنجق بصربيا
ففي يوم السبت 12, نوفمبر 2011 زار السيد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي صربيا وكان من مهامه في هذه الزيارة وساطة رسمية تركية لعقد مصالحة بين مسلمي السنجق لحل هذا النزاع  .
والفاعل المجهول المذكي لهذا الصراع معلوم للكثيرين وهو الطرف المستفيد من خلافهم مع بعضهم البعض ولكنهم دائما ما يتركون الهدف الأولى والعدو المتربص ليشتبك المسلمون في معارك فرعية جانبية لا قيمة لها ويتركون القضية الأهم والأخطر ويتناسون قول الله تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

يحدث كل هذا الخلاف والإقليم يتعرض لحملة إبادة ويتم التخطيط له ليل نهار لأنهم لا يتحملون إقليما مسلما بين دول القارة الأوروبية ولهذا يحرمون أهله من ابسط الحقوق مثل التعليم والصحة حتى جعلوا الإقليم متخلفا عن باقي أرجاء صربيا فضلا عن باقي أقاليم وبلدان القارة الأوروبية
فالإقليم في حاجة ماسة إلى توحد المسلمين فيه ويحتاج أيضا إلى معونات مادية وتعليمية وطبية فيحتاج - كما قال الدكتور سليمان أوغلياتين رئيس الحزب الإسلامي بإقليم سنجاق - إلى ثلاث مدارس إسلامية وإلى جامعة إسلامية، و20 مسجدًا ومستوصفا إسلاميًّا , كما يحتاج بالأهم والأخص إلى ضغط عالمي على الصرب لمنح الإقليم حكمًا ذاتيًّا.
فهل يعي المسلمون أنه لا يمكن لأحد أن يتبنى قضيتهم العادلة إذا لم يتبنوها هم أولا بتوحدهم ونبذ الفرقة بينهم والاجتماع على كلمة سواء وترك الأهواء والرغبات الشخصية والتسامي لتحقيق الأهداف العليا لنصرة دينهم ولرفعة شأنهم ولتحقيق مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم من بعدهم ؟
وهل تذهب عنا نيران الاختلاف والفرقة التي تنتج دوما من الأهواء الشخصية وحب الظهور , وهل تذهب بلا عودة تلك النعرات التي ضيعت كل قضايانا الكبيرة منها قبل الصغيرة ؟ !!
مركز التاصيل للدراسات والبحوث

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger