0
مسلمو بنجلاديش .. باقون رغم معاناة الافتراس يحيي البوليني


 

قد يتعجب الكثير حينما يرى توزيع المسلمين في العالم , فيتعجب من أن أكثريتهم العددية ليست في الجانب العربي من ديار الإسلام , بل هي تتركز بالأساس في الجانب غير الناطق بالعربية من بلدان جنوب وشرق آسيا في إندونيسيا والهند وبنجلاديش , وتعتبر بنجلاديش ثالثة أكبرِ دولة مسلمة في العالَم من حيث عدد السكان , إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 150 مليون نَسَمة وتبلغ نسبة المسلمين أكثر من 90% , وتحاط تلك الدولة المسلمة بشبه القارة الهندية -  تلك الدولة الوثنية العلمانية - من جهات ثلاث .
ويعاني المسلمون في بنجلاديش من عدة أزمات فكرية مزمنة لعدة أفكار وأيدلوجيات , فما بين أفكار عقائدية شاذة تأتي من الجارة الهندية التي تموج بعدة آلاف من الديانات والمعبودات , وما بين حملات تنصير قوية تنشط في كل أرجائها , وثالثة الأثافي تيار علماني اشتراكي مسيطر على الكيانات السياسية الحاكمة وعلى معظم وسائل الإعلام فيها , واختلافات فكرية حادة بين أبناء المسلمين أنفسهم .
عقائد وخرافات هندية شاذة
فبالنسبة للهند تظل النظرة الهندوسية العنصرية إلى المسلمين في الهند وباكستان العقبة الكئود التي تمنع أهل بنجلاديش من التعاون والاتصال مع إخوانهم المسلمين في القارة الهندية , ويظل التعاون والترحيب الحكومي والرئاسي في بنجلاديش دائما على حساب مسلمي بنجلاديش حيث يدفعون هم فاتورة ذلك التقارب من دماء أبنائهم ومن عقيدتهم التي يحاول الهندوس التأثير عليها بخرافاتهم التي لا يمتلك الكثير من المسلمين تبيان وجه الحق فيها وما هو الفهم الإسلامي الصحيح للرد على الكثير من الشبهات المثارة
بعثات التنصير
تعتبر بنجلاديش مرتعا خصبا لذلك السرطان الذي ينخر في عظام المسلمين فيها إذ يوجد في بنجلاديش ما يَقارب الخمسمائة بعثة تعمل على كل القطاعات وفي كل البيئات وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة لتنصير اكبر عدد من المسلمين وخاصة من الأجيال الصاعدة التي تشتد مشاكلها المادية والمعنوية مع الدولة ويجدون السعة والرحابة في كنف تلك البعثات الأوروبية التنصيرية التي تفتح لهم عدة مجالات واسعة للعمل والسفر والارتزاق فتؤثر فيهم بذلك تأثيرا شديدا .
وتتعدد الوسائل التي تتخذها تلك البعثات التنصيرية لنشر الديانة النصرانية بين المسلمين فمنها ما تقوم به من أعمال يفترض أن تقوم بها الدولة مثل :
- بناء المدارس والمعاهد والجامعات وتختار المناهج الدراسية بها وفق معتقداتها وتلزم الطلبة والطالبات بالاختلاط وتقوم بدعوة الطلبة عن طريق غير مباشر بكافة الملصقات والعبارات النصرانية وبطريق مباشر عن طريق دعوتهم لاعتناق النصرانية بالدروس والمحاضرات واللقاءات .
- استغلال حاجة المسلمين المادية إذ تتعمد الحكومة في بنجلاديش بوضع معظمهم تحت خط الفقر فتقدم لهم البعثات التبشيرية المساعدات والهبات المادية والمعنوية المصحوبة دوما باسم المسيح المخلص - الذي سيخلص الجميع من كل الآلام والمتاعب إذا دخلوا في ربوع النصرانية – وأيضا يقومون ببناء المستشفيات التي تعالج المرضى الذين يجب عليهم أن يظهروا ابتهاجهم بالخلاص من آلامهم لكي ينعموا بتلك الرعاية المجانية من قبل المؤسسات التبشيرية .
- النشاط المكثف والمتتابع في حالات الكوارث الإنسانية إذ تتسابق مؤسسات التبشير لتقديم خدماتها ومعونتها في حين تتقاعس أو لا تمتلك مؤسسات إسلامية كثيرة من تقديم العون الذي يعتبر إذا ما أتى يوما فإنه دوما يأتي متأخرا جدا
- استهداف شريحة المتعلمين والمثقفين بتوزيع سيل من الكتب مجانا في كافة المناحي والعلوم والتي دائما ما يحمل غلافها دعوة للنصرانية بخلاف عدة كتب أخرى توزع مجانا وهي تدعو صراحة إلى إتباع الديانة النصرانية وتهاجم الإسلام في عدة نقاط فتحدث البلبلة والتأثير الكبير على أبناء المسلمين الذين لا يمتلك آباؤهم ردودا عليهم .
علمانية اشتراكية حكومية
أما عن ثالثة المصائب وهي العلمانية الاشتراكية التي تنتهجها الحكومة في بنجلاديش ، فيسيطر الاتجاه العلماني الاشتراكي على معظم وسائلِ الإعلام في بنجلاديش
منذُ ذلك العهد المسمى بعد الاستقلال عن الباكستان ومن قبلها عن دولة الهند ، وبالطبع تحاول تلك الصحف والدوريات والمطبوعات هدم القيم الإسلامية وإفساد عقائد المسلمين لكافة الطرق وتعرض الكثير من الشبهات حول الإسلام والتي لا يمتلك المسلمون نفس القدر من الصحف أو الجرائد والوسائل الإعلامية الأخرى ما يمكنهم من الرد والتصحيح لكل هذه الشبهات التي تثار ليل نهار
 ولوسائل الإعلام المقروءة تأثير بالغ في حياة المسلمين إذ تتنوع تلك الصحف ما بين ما يصدر باللغة البنغالية وما يصدر باللغة الإنجليزية والتي تتخذ من الهجوم على الإسلام مادة شبه يومية لها لتحطم الإسلام في قلوب معتنقيه , ومن أكثر تلك المواد تأثيرا على المسلمين ما نشرته جريدة "بروتوم آلو" اليومية من رسم كاريكاتيري فيه إهانة للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم، وقامتْ جريدة 2000 الأسبوعيَّة التابعة للجريدة سالفة الذكر بنشْر مقالة نعت فيها الكاتب مكة المكرمة – حاش لله - بمدينة البُغاة .
أما بالنسبة للقنوات الفضائية فيعتبر المسلمون – شأنهم شأن المسلمين في كل البلدان الإسلامية – أقل تطورا واقل مهنية من غيرهم من الإعلاميين الذين يسيطرون على المواد الإعلامية التي تسمم عقل المستمعين والمشاهدين بموادهم التي تبث قيما مخالفة للدين وتتخذ أيضا من الهجوم على شعائر الإسلام ومظاهره ديدنا يوميا لها في حين لا تستطيع القنوات الإسلامية مثل قناتي " إسلامي وديجانتو" أن تباري أو تجارى ذلك الزخم الهائل من التشويه لضعف بضاعتها ولقلة خبرة أبنائها وكفاءتهم
مشكلات فكرية داخلية بين أبناء المسلمين
وجود طائفة من الصوفية القبوريين
يوجد في بنجلاديش عدة فرق صوفية غالية تمارس نشاطها المخرب للعقيدة داخل البلاد , ويعتقد أكثرهم بأن الأولياء والصالحين لا يموتون بل ينتقلون من ظهر الأرض إلى تحتها ولذا فهم أحياء في قبورهم يستطيعون أن يَنفعوا الناس من القبور, كما يتوسَّل معظمهم بوسائل الشيوخ والأولياء والأبدال والأقطاب وغيرهم !!! .
رواج الأحاديث الموضوعة :
لقلة العلم ولانتشار الجهل تجد الأحاديث الموضوعة سوقا رائجة في بنجلاديش ويروج لها بقوة ويدافعون عنها دفاعا مستميتا معتقدين في صدق نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم , ويصدر ذلك عن الكثير من العلماء والمشايخ ولا يقبلون من يصحح لهم هذه الأحاديث الموضوعة المكذوبة مثل " يا محمد لولاكَ لَما خُلِقت الأفلاك ، قلب المؤمن عَرْش الله ، مَن عرَف نفسه فقد عرَف ربَّه ، الجنة تحت أقدام الأزواج ، الرسول خُلِق من نور الله " وغيرها الكثير مما يشتهر في مجالسهم ونواديهم ومساجدهم واحتفالاتهم .
 
خلافات بين الأحزاب الإسلامية
وتوجد في بنجلاديش مجموعة تنتمي لجماعة التبليغ التي تعادي الجماعة الإسلاميَّة وبينهما مشاحنات ومضايقات وعدم اتفاق في الكثير من المسائل والتي يدفع ثمن خلافهما مسلمو بنجلاديش كافة , وأيضا لا تسلم جماعة التبليغ من بعدها عن منهج أهل السنة والجماعة في الكثير من القضايا ومنها أن التبليغ تفصل الدين تماما الدين عن الدولة ولا تهتم كلية بالقرآن الكريم لا بقضاياه ولا بأحكامه بل كل اهتمامها بكتاب خاص بهم اسمه: "فضائل الأعمال" الذي حشي الكثير من بالأحاديث الضعيفة والموضوعة , وبالتالي أصبحت جماعة التبليغ من أقرب الجماعات الإسلامية الموجودة في بنجلاديش قربا من الحكومة .
 فهل بعد كل هذه التحديات التي يواجهها المسلمون في بنجلاديش والتي يغيب عنها كثيرا المسلمون من أهل السنة والتي تُركت نهبا لكل الطوائف الطامعة في التهامها .. هل بعد ذلك من شاك في أن هذا الدين يحمل في داخله مقومات البقاء وأنه سينتصر بإذن الله
إن وجود مسلم واحد في بنجلاديش بعد كل هذه الأطماع لدليل كاف على أن الله سيحفظ هذا الدين وسينصره برجال ربما لم يأت زمنهم بعد ...
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger