0
الأقلية المسلمة في جزيرة كريت 2


الحلقة (2)


أطلق عليها العرب (أقريطش)، وعرفت عند الأتراك باسم جريت (Grit) وحديثا باسم جزيرة كريت، وتتبع حاليًا لليونان، وهي أكبر الجزر اليونانية، وتوجد ضمن الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وفي أقصى جنوب بحر إيجة، وفي جنوب شرقي شبه جزيرة المورة التابعة لليونان أيضًا، (وتوجد الجزيرة بين دائرة عرض 35، 30 – 35 درجة شمالا)، ويكاد ينصفها خط طول 25 شرقا، والعاصمة مدينة كانديا أو الخندق، وهو اسم أندلسي أطلقه الأندلسيون عندما حكموا كريت، واستبدل حديثا بـ"هرقليون".

الأرض:
جزيرة مستطيلة الشكل طولها بين الغرب والشرق 255 كيلومترا، وأكبر عرض لها يبلغ 50 كيلومترا، وتبلغ مساحتها (8331) كيلومترات، وترتفع أرض كريت في الوسط حيث تنتشر الجبال في خط يمتد من الشرق إلى الغرب، وأعلى قممها تصل إلى 2456 مترا، حيث جبل (ايدهي أوروس). وتتناثر الجبال في وسطها على شكل كتل تفصل بينها سهول، وتحاط سواحل الجزيرة بسهول ساحلية، وتنحدر إليها أنهار قصيرة سريعة الجريان، وتتمتع سواحل الجزيرة الشمالية بعدد من الخلجان تصلح كموانئ طبيعية ومعظم مدنها موانئ على الساحل الشمالي.

المناخ:
ينتمي مناخ جزيرة كريت إلى طراز البحر المتوسط، فالصيف حار جاف غير أنه يعتدل على الشواطئ وفوق المرتفعات، والشتاء معتدل مطير، وتقل الحرارة على جبالها.

السكان:
سكان كريت حوالي (800 ألف نسمة) وينتمون إلى عناصر متعددة، أغلبهم من اليونانيين، ثم جالية تركية وصلت الجزيرة إبان الحكم الإسلامي لها، ويعمل سكان الجزيرة بالزراعة، وينتجون القمح والذرة والزيتون والعنب والحمضيات، كما يعمل قطاع منهم بالحرف البحرية كصيد الأسماك والإسفنج والتجارة خارج جزيرتهم، وهناك عدد آخر يعمل بالرعي والصناعات التقليدية.

كيف وصل الإسلام إلى كريت؟
تقترب جزيرة كريت من السواحل العربية في شمال إفريقية، وحاول المسلمون فتحها في منتصف القرن الهجري الأول، وذلك في أثناء تعقبهم لجيوش الروم بعد هزيمتهم في الشام ومصر، وغض المسلمون النظر عن فتح كريت حتى مستهل القرن الثالث الهجري، عندما استولى فريق من عرب الأندلس على الجزيرة في سنة 210هـ - 825م، ووصلوا إلى الجزيرة في مغامرة بحرية، وظل الأندلسيون يحكمون الجزيرة حتى سنة (350هـ - 961م)، أي مكث الحكم الإسلامي لكريت هذه المرة مائة وأربعين عاما، واعتنق معظم سكان الجزيرة الإسلام، ثم استولى البيزنطيون على الجزيرة مرة أخرى، وعاد الاضطهاد الديني للمسلمين بالجزيرة، وفي مستهل القرن السابع الهجري اشترت جمهورية البندقية جزيرة كريت من دون منتسيرات برنيفاس، وحكم البنادقة الجزيرة حكما استبداديا وحاولوا نشر المذهب الكاثوليكي بين سكان الجزيرة، وكان أهلها يعتنقون المذهب الأرثوذكسي، وأمام الاضطهاد الديني والحكم المتعسف هاجر الكثير من أهل الجزيرة إلى البلاد الإسلامية واعتنق الكثير منهم الإسلام.

واستنجد أهل الجزيرة بالأتراك العثمانيين لتخليصهم من حكم البنادقة، فأرسل العثمانيون حملة لفتح جزيرة كريت في سنة (1080هـ – 1669م) وعاد الحكم الإسلامي لجزيرة كريت مرة ثانية، وساد التسامح الديني بالجزيرة، ورجع المذهب المسيحي اليوناني مرة ثانية إلى كريت، وأمام تسامح المسلمين اعتنق الكثير من أهل الجزيرة الإسلام، ففي مدة لا تزيد عن قرن من حكم الأتراك اعتنق نصف سكان جزيرة كريت الإسلام طواعية، وانتشر الإسلام في المدن والقرى وفي جميع أنحاء كريت في ظل الحكم التركي، ولم يحاول الأتراك تغيير لغة الجزيرة أو التدخل الإجباري في دين أهلها.

وفي أثناء القرن الثالث عشر الهجري انتهزت الدول الأوروبية خصوصًا روسيا ضعف الدولة العثمانية، وحاولوا التدخل إلى جانب اليونان ضد تركيا، وخاضت الدولة العثمانية عدة حروب في كريت وشبه جزيرة المورة، وتدخلت مصر إلى جانب السلطان العثماني، ومنح محمد علي حكم كريت بين سنتي (1240هـ - 1256م)، واستمر الصراع مدة طويلة حتى سنة 1316هـ - 1898م عندما دولت كريت، ومنحت بعد ذلك لليونان في سنة 1332هـ - 1913م، وفي خلال السنوات الأولى من حكم اليونانيين للجزيرة هاجر عدد كبير من المسلمين بكريت إلى خارجها لا سيما إلى تركيا ومصر وليبيا، فقل عدد المسلمين بالجزيرة، حيث بلغ عددهم تسعين ألف نسمة بعد سنة ألف وثلاثمائة وست عشرة هجرية، واستمر تناقص المسلمين نتيجة الاضطهاد الديني، فقل عددهم وتدهور حتى وصل إلى ثلاثة وثلاثين ألف مسلم في سنة ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين هجرية، أي قل العدد إلى الثلث في مدة لم تتجاوز إحدى عشرة سنة، ويقدر عددهم حاليا في المناطق التي هاجروا إليها بحوالي 450 ألف نسمة (خارج كريت)، وما زال المسلمون يعانون من الاضطهاد والتعسف فتقلص التعليم الديني إلى ساعتين في الأسبوع، ولم يسمح لهم ببناء مدارس جديدة لتعليم أبنائهم، وحرم عليهم بناء أو إصلاح المساجد.

وكانت المدارس الإسلامية والمساجد منتشرة في ظل الحكم الإسلامي بالجزيرة في مدن هراقليون وكانيا وستيا وغيرها وحرم على المسلمين بيع أراضيهم لإخوانهم المسلمين من سكان الجزيرة، واستخدم هذا كعنصر ضغط لتهجيرهم من كريت، وأمام هذه الظروف اضطرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي أن تشير إلى معاناة المسلمين بجزيرة كريت بل في اليونان عامة، وذلك في مذكرتها التي رفعت إلى مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة وطالبت بتقديم العون لهم.

ولقد خلف المسلمون وراءهم العديد من المساجد والمدارس الإسلامية بكريت، ومن أبرز مساجد كريت مسجد السلطان إبراهيم في مدينة الخندق عاصمة الجزيرة، ولقد حول المسجد إلى كنيسة سانت نيكولاس، وكذا كان التعصب والتحدي.

مركز إسلامي في كريت:
افتتح في جزيرة كريت أول مركز إسلامي، ويهتم بالدراسات الإسلامية والعربية.

متطلبات المسلمين في اليونان:
تتمثل فيما يلي:
1- الاهتمام بالمسلمين الوافدين إلى اليونان، وذلك للمحافظة على هويتهم الإسلامية.

2- تنشيط التوعية الدينية بالمساجد.

3- عمل مخيمات صيفية للشباب المسلم في منطقة البلقان.

4- ترميم المساجد القديمة.

5- تخصيص بعض المنح الدراسية لأبناء المسلمين.

6- الاهتمام بالتعليم الإسلامي في اليونان.

استخدام الأسلوب الدبلوماسي للفت نظر الحكومة في تراقيا اليونانية للكف عن انتهاك حقوق المسلمين خصوصا في تراقيا الغربية ومقدونيا.



نقلا عن موقع الالوكة 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger