0
الأقلية المسلمة في بلغاريا


مقدمة
لا يُمْكن تَناوُل الأقلِّية المسلمة في بلغاريا دون التطرُّق لتركيا؛ إذْ شَهِدَت بلغاريا ترحيلاً لأعداد كبيرة من بلغاريا تُجاه البلد الجار منذ 120 عامًا؛ لأسباب كثيرة؛ منها: سياسيٌّ اقتصادي وقَسْري.

 ما بين المُدَّة 1878 - 1912 رُحِّل ما يُقارب 350 ألفَ مواطن مُسْلم من أصول تركيَّة، شيشانيَّة وتَتَرية.

 منذ العام 1913 وحتى العام 1934 كان يُرَحَّل بمعدل 10 - 12 ألف مسلم كلَّ عام.

 في المدَّة الممتدَّة من 1940 - 1944 رُحِّل من بلغاريا 15 ألف مسلم.

 تأميم الأراضي وتحويل ملكيَّتها لجمعيات كبيرة مشتركة أدَّى إلى ترحيل 155 ألف مسلم خلال المدَّة 1950 - 1951.

 بعد توقيع مُعاهَدة لَمِّ الشَّمل ما بين بلغاريا وتركيا عام 1968، غادَر بلغاريا إلى تركيا نحوُ 70 ألف مسلم.

 أكبر مَوْجة ترحيل إلى تركيا كانت بعد الانقلاب الأبيض، وتَحوُّل بلغاريا نحو اقتصاد السُّوق عام 1989؛ حيث غادر البلادَ نَحْوُ 360 ألف مواطن مسلم، ولكنْ جزْءٌ من هؤلاء المهاجرين (نحو 120 ألف مسلم) عادوا إلى بلغاريا.

 خلال المُدَّة 1990 - 1997 وبسبب الأزمة الاقتصادية الحادَّة في بلغاريا والفقر المُدْقِع الذي اجتاح البلاد، هاجَر مُجدَّدًا 30 - 60 ألف مسلم تجاه تركيا، وهذه المرَّة بحثًا عن العمل ولتحقيق شروط أفضل لممارسة الحياة.

ووفقًا لبياناتٍ أعدَّها مُخْتَصُّون هناك ما يقارب 400 ألف مهاجر بلغاري مسلم في تركيا في المدَّة ما بين 1989 - 1997.

الحقوق المدَنِيَّة للمسلمين البلغار:
يجب الأخذ بِعَين الاعتبار أنَّ تركيا تَعُدُّ هذه الكتُلَ البشرية المندفعة نحو أراضيها مُهاجرين، وليسوا مُواطنين، وأقامت لهم مُعَسكرات ومُخيَّمات؛ حتى تتمكَّن من استيعابهم، استغلَّ رجال الأعمال هذه الظاهرة، وأقاموا شُقَقًا سكنيَّة رخيصة وعاجلة، والتي سقط بعضُها نتيجة للزَّلازل التي ضرَبَت البلاد لاحقًا.

جاء في الدُّستور الأوَّل الذي اعتمدَتْه الحكومة البلغارية عام (1877 - 1947) أنَّ الدِّيانة الرئيسيَّة في البلاد هي النصرانيَّة، مع الحفاظ على حُرِّية مُمارسة شعائر الدِّيانات للأقلِّيات الأخرى المتواجدة في البلاد، لكن الواقع يَخْتلف عن النِّيات الْحَسَنة المقروءة في الكتب والدَّساتير، هناك إحصائيَّة تشير إلى أن عدد المسلمين في بلغاريا عام 1887 كان يبلغ 20% مِن عدد سُكَّان البلاد، تناقصتْ هذه النِّسبة خلال الرُّبع الأول من القرن العشرين لِتَصِل إلى 12 %، وخلال أربعينيَّات القرن العشرين انخفضتْ دون 10%، وفي الخمسينيَّات من القرن الماضي وصلت النسبة إلى 8.6%، وقد أظهر المواطنون المُسْلِمون الذين فضَّلوا البقاء فوق الأراضي البلغارية ولاءهم للدَّولة البلغاريَّة، حتى إنهم شاركوا في جميع الحروب التي خاضَتْها بلغاريا.

بَقِيَت علاقات حُسْن الجوار ما بين مُسْلِمي البلاد ومَسِيحيِّيها جيِّدة، حتَّى بدأت الحكومة البلغارية بالعمل الجادِّ على طَمْس هُوِيَّة المسلمين، وذلك بالتغيير القَسْري لأسمائهم، هذه العمليَّة أدَّت إلى فَقْد الثِّقة ما بين الطَّرَفين، كما بدأت الجماعات المسلمة بالتفكير في الانتقام، وبات هناك تفاوُتٌ ثقافِيٌّ واجتماعي، وأصبح مِن السَّهل تَمْييزُ المناطق القرويَّة الفقيرة المسلمة من مناطق السَّواد العامِّ من المواطنين البلغار.

العلاقة المشتركة لَم تكن بهذا السُّوء قبل مُحاولات طَمْس الْهُويَّة المسلمة، فقد وفَّرَت مُعاهدة أنقرة عام 1925 الكثيرَ مِنَ الحقوق للأقلِّية المسلمة في بلغاريا، كفَتْح مئات المدارس التي تدرس موادَّ باللُّغة التركية، واعتماد دار للإفتاء لِحَلِّ قضايا وشُؤون الأقلِّية المسلمة الدِّينية والاجتماعية، وخَصَّصَت الدولة ميزانيَّة لبناء الجوامع ورواتب رجال الدِّين والإفتاء، كما سَمَحت ببناء المدارس الخاصَّة للأقلِّية المسلمة، والجدير بالذِّكر أنَّ عددًا كبيرًا من المسلمين ذَوِي الأصول التُّركيَّة لا يعرفون اللُّغة البلغارية، ويَتواصَلون فيما بينهم باللُّغة التُّركيَّة، بالرغم مِن أنَّ هذه الظاهِرة قد خفَّتْ حِدَّتُها في الوقت الحالي، وجهلهم للُّغة البلغارية كان له أثرٌ اجتماعي؛ لعدم تمَكُّنِهم من المنافسة في سوق العمل.

ما قام به كمال أتاتورك خلال ثلاثينيَّات القرن الماضي ترك أثرًا كبيرًا على الأقلِّية المسلمة في بلغاريا، فقد بدأ تأسيس مجتمع مدَنِي على حساب النَّهج الدِّينِيِّ العقائدي، ودُعِيَ مُدَرِّسون بلغار لتعليم التاريخ والعلوم والبلغاريَّة في المدارس التُّركية، والتي تجاوز عددها 1100 مدرسة خلال خمسينيات القرن المنصرم.

من الجمعيات والمُؤَسَّسات التي كانت منتشرة آنذاك نَذْكر جمعية "توران"، "ألتن أوردو"، "ألبسران" وغيرها.

النظام الاشتراكي والحكم الشمولي:
مع انتِهاء الحرب العالمية الثانية طرأ تغييرٌ شامِل على النظِّام السِّياسي في بلغاريا، وبدأ التَّحضير لِمَرحلة جديدة من التفكير، وأَدْلَجة المجتمع البلغاري، والسَّيْر نحو عالَمٍ علماني، بل ومُلْحِد، تَمشِّيًا مع الأفكار الاشتراكية، امتدَّت هذه المرحلة ما يُقارب نصف قرن من الزمان قبل انْهِيارها، ولم تكن الأقلِّية المسلمة بمعزل عن هذه التطورات.

تمَكَّن الحزب الشُّيوعي من اجتذاب الكثير من أبناء هذه الأقلية إلى صُفوفه، وبِدَوْرهم قاموا بالتأثير على الأقلِّية الْمُسلمة لِتَبني الأفكار الاشتراكيَّة، ولَم يكتفِ الحزب الشيوعي بهذا، بل قام بمحاولة تصدير الثَّورة لتركيا من خلال هجرات صغيرة منظَّمة من جماعات تنتمي للحزب وتُؤْمن بأفكاره، ومُنِعَت المدارس التركية الخاصة، بل بدأ تدريس أبناء الأقلِّية المسلمة في مدارس حكوميَّة مُوجَّهة سياسيًّا عقائديًّا بما يَخْدم الفكر الاشتراكي، كما أغلقت المسارح التُّركية والصُّحف الناطقة باللُّغة التُّركية، كانت هذه بداية نهاية مرحلة التَّسامُح خلال الحِقْبة الاشتراكية للبلاد.

تمَكَّن الحزب من خلال المدارس المشتركة من التأثير على فكر أبناء الأقلِّيات الَّذين بدؤوا يفكِّرون بِنَمَط متماثل، ويمكن ملاحظة هذا التأثير حتى يومنا هذا.

آلاف الموطنين من الأقلِّية المسلمة دخلوا في صفوف الحزب الشُّيوعي البلغاري، وحصلوا على مراكز متميِّزة في صفوفه مع مُرور الزمن، تحديدًا في هذه المرحلة شعرَتِ الأقلِّية التُّركية بأنَّ مَصالِحها الاقتصادية مُهَدَّدة حين شرعت الحكومة بتأميم أراضيهم؛ لِتُصبح ملكيَّتُها جماعيَّة، بهذا شَهِدتْ خمسينيَّاتُ القرن الماضي موجة هجرة كبيرة جديدة لتركيا، حيث غادر البلادَ ما يقارب 155 ألف مسلم.

ستِّينيات القرن الماضي شَهِدَت أوَّل مُحاولة جدِّيَّة لِطَمْس الهويَّة التُّركية المسلمة، حيث أُغْلِقت الكثير من المراكز والمدارس، والمواقع الدِّينية والثقافية، وخلال العام 1964 جرَتْ أُولَى المحاولات لتغيير الأسماء؛ لِتُصبح أسماء بلغارية؛ رَغْبةً من الحِزْب في توحيد الأُمَّة وصَبْغها بقالب وطني موحَّد، لكن المقاومة آنذاك كانت شديدة للغاية وتَخلَّت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي البلغاري عن مُحاولتها تلك، لكنَّها أجَّلَت نِيَّتَها إلى مرحلة لاحقة، كما حدث فعلاً في سبعينيَّات وثمانينيات القرن الماضي.

شتاء 1984/ 1985 قارص:
خلال شتاء هذا العام دخَلَت المُدَرَّعات وقُوَّات الجيش البلغاري مناطق الأَتْراك المسلمين في كيرجيلي وسمولين وفيلينغراد؛ لِتَغْيير أسمائهم عنوة، حتى الأموات غَيَّرت أسماءهم، وقد كانت الأحداث مأساويَّة؛ فقد انتَحَر الكثير من المسلمين؛ لأنَّهم يَعْرِفون أهَمِّية الأسماء الدِّينيَّة؛ لأنَّ الله - سبحانه وتعالى - يُنادي يوم الحساب على الأفراد بأسمائهم؛ وذلك لِتَحديد مأواهم الأخير "الجنة أو النار"، وقد أقدَمَتْ أُمَّهات على رَمْيِ أبنائهن من نوافذ المستشفيات بعد ولادتهم؛ لعدم رغبتِهِنَّ بتسمية أطفالهن الرُّضَّع بأسماء غير إسلاميَّة، فقد تكون هناك أسباب أُخْرى عَدا توحيد هُوِيَّة الأُمَّة كما ادَّعى الحزبُ الشيوعيُّ آنذاك، لا أحد يُمْكِنه معرفة ذلك، فكما هو معروف، كان الحزب الشيوعي يتَّخِذ القرارات المصيريَّة شفهيًّا، وكان يعرف بها مَجموعة محدودة من المقرَّبين من أصحاب القرار في الحزب الشيوعي البلغاري.

أشرف الحزبُ على تدمير وحَرْق أرشيف المواطنين الأتراك، وماضيهم الثقافي حتَّى الوثائق الصحِّية، وكل ما يدلُّ على هُويتهم الدِّينية المميزة.

خلال ربيع عام 1989 قام الأتراك في جنوب البلاد والشمال الشَّرقي حيث يتواجدون بتظاهرات كبيرة؛ لاستعادة أسمائِهم الحقيقيَّة، وقد أسفَرَت هذه المظاهرات عن اشتباكات عنيفة مع الجيش والميليشيا، خلَّفَتْ قَتْلى وجرحى، فقامت الحكومة البلغارية بعد ذلك بإبعاد بِضْعة آلاف من النَّاشطين البلغار المسلمين إلى تركيا، تَبِعَ ذلك أكبر موجة هجرة نحو تركيا؛ إذْ غادَرَ البلادَ ما يُقارب 350 ألف مسلم بلغاري، عاد منهم 120 ألف فيما بعد.

مَجْلس المصالحة الوطني:
تأسَّس هذا المَجْلس عام 1989 وانحلَّ عام 1991، وكانت وظيفته إيجادَ صيغة جديدة للتَّسامُح والمصالَحة الوطنيَّة بين الأقليات في المُجْتمع البلغاري، وتأسَّس خلال هذه المدَّة اتِّحادُ القُوَى الدِّيمقراطي المعارض، وبدأ العمل على استعادة حقوق الأقلِّية المسلمة وإعادة أسمائهم للرَّاغبين بذلك، واستعادة حقوقهم المدَنِيَّة والدِّينيَّة، وقد عرض المجلس رؤيته وبرنامجه على وسائل الإعلام العالميَّة، وشارك أعضاؤه في التَّظاهُرات والاعتِصام الذي قام بها المسلمون البلغار في أنْحَاء البلاد، وتمَكَّن المسلمون البلغار مِن استعادة الكثير من حقوقهم بعد أن دخلَتِ البلادُ في المرحلة الانتقاليَّة، وانتهجت الديمقراطيَّة، وأطلقت الحُرِّيات الشخصية والدينيَّة، فتمكن 600 ألف مسلم من استعادة أسمائهم القديمة حتى ربيع عام 1991، ولم يكن هذا بالأمر السَّهل؛ لأنَّ موجةً جديدة من الفكر اليمينِيِّ المتطرِّف أخذتْ بالظُّهور، وتَمثَّلَت في حزب أتاكا الذي يقوده "فولين سيدروف"، الذي قاوَم وبشدَّة حضورَ حركة الحقوق والحُرِّيات في الحياة السِّياسية في البلاد، واستلامها لمقاليد الحكم، وتمكُّنها بالفوز في المناطق ذات الأغلبيَّة المسلمة، لكن بالرَّغم من كل هذا، قامت الحكومات المتتالية بتعويض المسلمين عن الأضرار الكبيرة التي لَحِقَت بهم نتيجة للتَّطهير العِرْقي للأحياء منهم، وكذلك إعادة تكريم الأموات بتعديل أسمائهم وتقديم التَّعْويضات لأبنائهم، إلاَّ أنَّ الملفَّات الخاصَّة بتلك المرحلة القَسْريَّة خلال عام 1985 بَقِيَت سِرًّا، ولم ينلْ قادة تلك الحملة جزاءهم القانونِيَّ حتى اللحظة.

خلال عام 1990 تأسَّسَت حركةُ الحقوق والحريات برئاسة أحمد دوغان، وبالرَّغم من الشُّكوك التي تُؤَكِّد أنَّ الحزب الشيوعيَّ السابق أشرف على تأسيس هذه الحركة، بل ومارس ضُغوطًا مُباشِرَة على زعيمها أحمد دوغان، إلاَّ أنَّ الحركة شهدتْ تطوُّرًا ملحوظًا، وتركت بصمات واضِحَة لِخَلْق أجواء مِن التَّسامُح، وأسس العيش المشترك، بهذا تمكَّنَت الحركة من التخلُّص من الضغوطات التي فرضها مؤسِّسوه الأوائل.

أحمد دوغان:
شخصيَّة دوغان جدَلِيَّة، وقد تناولَتْه وسائل الإعلام في صور عديدة؛ فتارة تَعْرِضه كفارس شرقي، وتارة أخرى عميلاً لتركيا، لكنَّه تَمكَّن من تسجيل اسمه في صفحات تاريخ بلغاريا المُعاصِر، جنبًا إلى جنب مع الشخصيات التي ساعَدَت في بناء هرم ديمقراطي ما تزال معالِمُه غير واضحة، وتحتاج إلى مزيد من الصَّقل والتطوير.

تقدَّمَت الأحزاب الوطنيَّة اليمينيَّة المتطرِّفة للمحكمة الدُّستورية بأسئلة حول تنظيمات الأقلِّية المسلمة، ليس بسبب تجاوُزات دستوريَّة، لكن لاتِّهامها بأنَّها تنظيمات تركيَّة - مُسْلِمة غير بلغاريَّة - وطنية، عادة ما تُتَّهم تنظيمات الأقلِّية بالعمل على خَلْق أزمات اقتصاديَّة وسياسيَّة حال فشَلِ بعض الحكومات البلغاريَّة، ورُبَّما يعود السَّبب في ذلك إلى مُحاولة الحكومات تحويل أنظار الشَّعب لقضايا أخرى، بعيدًا عن المشاكل الحقيقيَّة التي تُواجِهُها بلغاريا، وتحديدًا المجال الاقتصادي، والفساد المالي والإداري.

الجدير بالذِّكر أنَّ حركة الحقوق والحرِّيات باتتْ جزءًا هامًّا وأساسيًّا في المجتمع البلغاري، كما أنَّها شاركت في إدارة البلاد، حيث كانت جزءًا من الحكومة الائتلافيَّة المشتركة ما بين الحزب الاشتراكي وحزب الملك سيميون، وتمكَّنَت من إنهاء ولايتها بِغَضِّ النَّظر عمَّا إذا كانت تلك المرحلة ناجحة على الصَّعيد الاقتصادي وهو ما يَشْغل البلاد حاليًّا، وذلك نتيجة للأزمة الاقتصاديَّة والعجز المالي الذي تُعاني منه الحكومة الحاليَّة برئاسة "بويكو بوريسوف".

تحاول بالطبع الحكومة الحاليَّة تَحْميل الحكومة السَّابقة الصُّعوبات الاقتصاديَّة والمالية التي تَمُرُّ بها البلاد، كما يواجه دوغان حاليًّا حَمْلة شرسة، وتتَّهِمُه بعض الأوساط السِّياسية بالتجسُّس والعمل لصالح تركيا، من جهة أخرى تتَّهِمه الأقلِّية المُسْلِمة بالفشل في عدم قدرته على اجتذاب رؤوس الأموال لِمَناطقها الفقيرة، وتطويرها؛ لتحسين فُرَص العمل والنجاح.

الإحصاءات والبيانات تشير إلى أنه يعيش في بلغاريا مليون مسلم، بعضهم من أصول تركيَّة، والجزء الآخر بلغار اعتنَقَوا الدِّيانة الإسلاميَّة، تركت المرحلة الاشتراكيَّة والحياة العلمانيَّة في تركيا أثرها على طريقة حياة هذه الأقلِّية، فَهُم يشاركون البلغار احتفالاتهم النصرانية والوطنية، وبات الإسلام بالنسبة لغالبيتهم انتماء وهُوِيَّة أكثر من كوْنِه توحُّدًا وعبادة.


تُحاول الحكومة الحاليَّة التأثير على القرارات المستقلَّة لهذه الأقلِّية، وقد لاحَظْنا هذا في أزمة دار الإفتاء الأخيرة؛ إذْ حاولَتِ الْمَحكمة تعيين كبير دار الإفتاء "نديم غينتشيف" رغْمًا عن نتائج المُؤْتَمر الذي عقدَتْه الأقلِّية المسلمة لانتِخاب مُفْتِي الجمهوريَّة، لكن بالرغم مِن كُلِّ هذا، نَجِد أنَّ المجتمع المدني آخِذٌ في التطوُّر، وستبقى هذه التدخُّلات محدودة، وهذا لا يعني انتهاءها؛ لأنَّ بلغاريا في نهاية المطاف بلد صغير، يَخْشى قادته من التَّغييرات الديمغرافية وهجرة المواطنين البلغار خارج البلاد بَحْثًا عن حياة أفضل، والجدير بالذِّكْر أنَّ عدد سُكَّان بلغاريا انْخَفَض دون 7 ملايين مواطن بعد أن تجاوَز 8.5 مليون مواطن قبل عشرين سنة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger