0
الأقلية المسلمة في سريلانكا



عرفها العرب باسم سرنديب، وكانت إحدى الجزر التي وصلتها سفن العرب في تجارتهم مع الشرق الأقصى، فلقد قاموا برحلات تجارية إلى الجزيرة قبل الإسلام وبعده، ثم أطلق عليها " سيلان "، وصلها الإسلام مبكرًا في نهاية القرن الهجري الأول وبداية القرن الثاني.
احتلها البرتغاليون في سنة 911هـ - 1505م، واحتلها من بعدهم الهولنديون في سنة 1069هـ - 1655م، ثم خلفهم البريطانيون في سنة 1211هـ - 1706م، لهذا مكث احتلالها زهاء أربعة قرون، فلقد ظل الاحتلال البريطاني لسيلان حتى سنة 1368هـ - 1948م عندما نالت استقلالها وعرفت بجمهورية سيلان، وتغير اسمها في سنة 1392هـ - 1972م إلى سريلانكا ( نسبة إلى الحزب الحاكم، والكلمة تعني البلد الجميل، واستمد من روعة الكساء الأخضر لأرضها ).

الموقع: 
سريلانكا جزيرة كمثرية الشكل، توجد في جنوب قارة آسيا في المحيط الهندي، وإلى جنوب شبه جزيرة الهند، ويفصل بينها مضيق " بالك "، والمسافة بين البلدَيْن لا تتجاوز 35 كيلو مترًا، وتمتد أرض سريلانكا بين دائرتي عرض6 ْ شمالا و 10 ْ شمالا، فهي على حافة المنطقة الاستوائية، غير أن موقعها في المحيط عدل من أحوالها المناخية. 
وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي " 65.610 كم2 "، وعاصمتها كولمبو، وسكانها حوالي 586.000 نسمة، أما سكان سريلانكا فقدروا في سنة 1408هـ - 1988م، حوالي 16.825.000 نسمة.

الأرض: 
وأرض سريلانكا ترتفع في القسم الجنوبي الأوسط، حيث مجموعة من الجبال أعلى قممها تصل إلى ألفين وخمسمائة متر، وبين هذه الجبال جبل سرنديب حيث القمة المنسوبة لآدم عليه السلام، وتحيط بهذه المرتفعات السهول من كل جانب، وتنحدر إليها أنهار قصيرة سريعة الجريان تنبع من المرتفعات.

المناخ:
يحمل سمات النوع الموسمي الرطب، فالحرارة مرتفعة، إلا إن موقعها الجزري ووفرة أمطارها لطَّفَا من حدة حرارتها، والتساقط المطري في الصيف والشتاء، وتهب عليها الرياح الموسمية الصيفية والشتوية.

الزراعة:
الزراعة حرفة السكان الأولى، ويعمل بها 55% من القوة العاملة، والأرض الزراعية تقدر بمليونين من الهكتارات، والحاصلات النقدية مثل: الشاي، والمطاط، وجوز الهند، تشغل ثلاثة أرباع المساحة الزراعية، والأرز الغلة الغذائية الأساسية، ولا يكفي حاجة البلاد. ولسريلانكا شهرة إنتاج الشاي الجيد، وتأتي الثالثة في الإنتاج العالمي، ويشكل أكثر من نصف صادراتها، وهناك حاصلات أخرى: كالقرنفل، والقرفة، وقصب السكر، والفلفل، وجوز الهند، والمطاط، وتغطي الغابات 40% من مساحتها.

السكان: 
وسكان سريلانكا ينتمون إلى أجناس مختلفة، أبرزها العناصر السنهالية، وتشكل أكثر من ثلث السكان، وإلى جانبهم جماعات التاميل، وينقسمون إلى جماعتين: تاميل من الهند، وتاميل سيلان، ثم أقليات من المور والماليزيين والأندونيسيين، وهناك عناصر درافيدية قديمة، واللغة الرسمية في سيلان هي السنهالية (لغة أغلبية السكان)، وإلى جانبها لغة التاميل، ويتحدثها ربع السكان، هذا إلى جانب اللغة الإنجليزية. 
ويوجد الإسلام وسط محيط من الأديان المختلفة، فيدين بالبوذية ثلثا السكان " 64% "، وإلى جانبهم أقلية هندوسية " 20% "، ثم أقلية مسيحية " 5% "، وهكذا تعيش الأقلية المسلمة وسط هذا الخليط، إلا إن المسلمين أقوى الأقليات، فعددهم حوالي 1.600.000 نسمة " 10% "، ويتركز المسلمون في النطاق الشرقي من سريلانكا، وفي المدن الهامة. وتقلل المصادر الغربية من عدد المسلمين.

كيف وصل الإسلام إلى سيلان؟ 
وصول الإسلام إلى هذه المنطقة ارتبط بوصوله إلى الهند وجزر أندونيسيا، فلقد كان العرب على صلة تجارية بجزيرة سرنديب قبل ظهور الإسلام، وكان طبيعيًّا أن يصل التجار العرب المسلمون إليها خلال القرن الهجري الأول، غير أن الانتشار الفعلي للإسلام في جزيرة سيلان بدأ بنهاية القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، حيث انتشر الإسلام في سواحل الجزيرة، ثم وفد إلى الجزيرة مسلمون من التاميل الهنود، ومسلمون من الملايو وأندونيسيا، ولقد اتخذ ملوك جزيرة سيلان مستشارين لهم من العرب والمسلمين في فترات سابقة على الاستعمار الأوروبي. 
وزار الرحالة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم اللواتي، المعروف بابن بطوطة، زار سيلان في أوائل القرن الهجري الثامن، وتحدث عن مواضع مهمة بها، فلقد زار مدينة كولمبو وأطلق عليها "كولومبو"، وزار مدينة بوتالام وأطلق عليها "بطللة"، وذهب إلى ميناء مندل وأسماها "مندلي"، وشاهد مسجدًا في بلدة كنكار ونسبه إلى الشيخ عثمان الشيرازي. 
وعندما خضعت جزيرة سيلان للاستعمار البرتغالي ثم الهولندي، وأخيرًا الاستعمار البريطاني، واجه المسلمون تحديًا من البعثات التنصيرية طيلة أربعة قرون، فلقد دعم الاستعمار هذه البعثات التنصيرية وأمدها بنفوذه، وأمام هذا التحدي لجأ المسلمون إلى المناطق المنعزلة، وعلى الرغم من مساندة الاستعمار للبعثات التنصيرية المسيحية، لم تتجاوز حصيلتها نصف مليون مسيحي، وظل الإسلام ينتشر بجهود فردية دون دعم مادي أو سياسي. 

 الوضع الراهن للمسلمين: 
حسب إحصائيات السكان في سريلانكا، كان عدد المسلمين في إحصاء سنة 1299هـ - 1881م 197.800 نسمة من جملة السكان، وقدرها 2.759.800 نسمة، أي إن نسبة المسلمين 7.2%، وفي إحصاء سنة 1309هـ - 1891م، كان عدد المسلمين: 212.000 نسمة من جملة 3.007.700 نسمة، بنسبة 7%، وفي سنة 1319هـ - 1901م وصل عدد المسلمين إلى 246.000 نسمة من جملة 3.565.900 نسمة، بنسبة 6.9%، وفي سنة 1329هـ - 1911م بلغ عدد المسلمين 283.600 نسمة من جملة 4.106.400 نسمة، بنسبة 6.9%، وفي سنة 1309هـ - 1921م كان عدد المسلمين 302.500 نسمة بنسبة 6.7% من جملة السكان، وفي سنة 1351هـ - 1931م، وصل العدد إلى 354.600 مسلم، أي نسبة 6.7% من جملة السكان، وفي سنة 1383هـ - 1963م وصل عدد المسلمين إلى 724.000 نسمة من جملة 10.582.000 نسمة، أي بنسبة 6.9%، وفي سنة 1391هـ - 1971م وصل عدد المسلمين إلى 909.900 نسمة من جملة 12.711.100 نسمة، أي بنسبة 7.2%، ويتضح أن نسبة المسلمين آخذة في الزيادة، خصوصًا في إحصاء 1391هـ، وسكان سريلانكا في سنة 1401هـ - 1981م وصلوا إلى 14.850.000 نسمة، وحسب نسبة آخر إحصاء يكون عدد المسلمين بالبلاد حوالي 1.336.500 نسمة ( 9% )، وتقدرهم بعض المصادر الغربية بـ 1.128.000 نسمة في سنة 1397هـ، وتقدرهم بعض المصادر الإسلامية بـ 1.400.000 نسمة، وهذا أقرب للحقيقة، وهم الآن في حدود 1.600.000 نسمة.

التوزيع الجغرافي للمسلمين: 
ينتشر المسلمون في كل مقاطعات سريلانكا، فوفقًا لإحصاء 1391هـ - 1971م كان توزيع المسلمين على أهم المقاطعات كما يلي: كولمبو 147.973 مسلمًا، وأمباراي 123.935 مسلمًا، وكاندي 97.286 مسلمًا، وترينكوماني 60.698 مسلمًا، وبتيكالو 611.881 مسلمًا، وكالوترا 4.864.100 مسلم، وكورناجالا 45.527 مسلمًا، وبوتالام 7,182 مسلمًا، وكيجالي 29.074 مسلمًا، وأنورادبورا 25.189 مسلمًا، وبدولا 21.250 مسلمًا، وجالي 21.790 مسلمًا، وماتكلي 20.092 مسلمًا، وماترا 1.400مسلم، وباقي المقاطعات أقل من عشرة آلاف. 
ويلاحظ أن المسلمين في القطاع الشمالي والقطاع الشرقي من البلاد يتعرضون للدمار من جانب ثوار التاميل، ومن جانب قوات حفظ السلام الهندية، فيوجد في القطاعين 200 ألف لاجئ مسلم، وهدم 2000 مسجد، ونهب 2 مليون رأس من الأبقار، وبلغت خسائر المسلمين 125 مليون دولار أمريكي.

المساجد: 
ويقدر عدد المساجد في سريلانكا بألفي مسجد، موزعة على المدن المهمة والقرى التي ينتشر بها المسلمون.

القرآن الكريم: 
لقد ترجمت معاني القرآن الكريم إلى اللغتين: السنهالية، ولغة التاميل، وقامت بالترجمة منظمات إسلامية بسريلانكا، ويطبق المسلمون الشريعة الإسلامية في معاملاتهم.

التعليم: 
للمسلمين مدارسهم الخاصة، حيث يتلقى أبناء المسلمين من الذكور والإناث تعليمًا إسلاميًّا، ففي سريلانكا حوالي خمسمائة مدرسة ابتدائية إسلامية تخضع لإشراف حكومة البلاد، وهناك نوع من المدارس تفتح أبوابها لأبناء المسلمين يوم الأحد حيث العطلة الأسبوعية، وتسمى "المدارس الأحدية"، أسستها جمعية إسلامية لتعليم أبناء المسلمين مبادئ الدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم، وخصص لرجال الدين مدرسة دار العلوم، وتدرس بها علوم الدين باللغة العربية في العاصمة، وهناك كلية السيدات المسلمات في مدينة كليليا، كما توجد كلية الزاهرة في مدينة كولمبو، وتأسست سنة 1310هـ، وجامعة كيلانيا للدراسات الإسلامية، وتخضع هذه المؤسسات التعليمية لإشراف الدولة، ويُعيَّن خريجوها للتدريس في المدارس الابتدائية الإسلامية، ومدارس للأيتام، وتوجد مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ودار للثقافة الإسلامية، ومكتبة إسلامية، وهناك جامعة الفلاح في كاتانكودي في شرق البلاد، ومشروع الكلية العربية في مدينة كينيا بسريلانكا.

الجمعيات الإسلامية: 
هناك عدد من الجمعيات الإسلامية يبلغ عددها حوالي 38، بين هيئة وجماعة ومؤسسة، منها الجماعة المسلمة، وجمعية أنصار السنة، وجماعة التبليغ، وجمعية الشبان المسلمين، ومن الجمعيات الإسلامية جمعية ندوة البخاري، والجماعة الإسلامية، وجمعية الأمين. 
هذا إلى جانب عدد من الجمعيات الخيرية. وللمسلمين ثلاث صحف تصدر شهريًّا، وهناك حزب سياسي إسلامي تشكل في سنة 1981م، وهو حزب المؤتمر الإسلامي السيريلانكي في مدينة كولمبو.

المؤتمر العالمي الإسلامي لبحث مشكلات المسلمين: 
عقد في كولومبو عاصمة سريلانكا في الفترة من 7 إلى 11 ربيع الأول سنة 1401هـ؛ لبحث مشكلات المسلمين بمناسبة القرن الخامس عشر الهجري، واشتركت فيه وفود من مختلف أقطار العالم الإسلامي، ومن الهيئات العلمية والمنظمات الإسلامية، وكان من بين الموضوعات التي بحثت: 
1- العودة لتطبيق الشريعة الإسلامية. 
2- التطور الاقتصادي للمسلمين. 
3- مكانة المرأة المسلمة في المجتمع. 
4- مدى مساهمة الأقليات المسلمة في النهوض بالمستوى الاقتصادي لمجتمعاتهم.

التحديات: 
تتمثل فيما يلي: 
1- المشاكل الطائفية. 
2- نشاط القديانية. 
3- نشاط البهائية. 
4- طائفة إنكار الحديث النبوي الشريف، وظهرت هذه الطائفة حديثًا، وتصدر الطائفة مجلة شهرية. 
5- تيارات أخرى كالشيوعية، والماسونية. 
6- الحرب الأهلية الحالية وما يقوم به ثوار نمور التاميل من مذابح.

متطلبات: 
تحتاج الأقلية المسلمة إلى الدعم المادي، والتعليمي، والكتب الإسلامية باللغة المحلية، وتنشيط المدارس الإسلامية، والإعلام الإسلامي، ومساعدة اللاجئين والأيتام. 
عناوين بعض المؤسسات: 
1- اتحاد الطلاب المسلمين – ص. ب. 1186 كولمبو. 
2- الجماعة الإسلامية بسيلان 204 / أ شارع فاجير وجنانا كولمبو. 
3- جبهة اتحاد المسلمين 119 القسم الأول / مرادانا كولمبو. 
4- جمعية الدعوة الإسلامية السلفية والإصلاح الاجتماعي. ص. ب. 86 كولمبو.
5- هيئة الشبان المسلمين 323 مسجد الجمعية - كولمبو.
6- الجمعية الخيرية في كولمبو.
7- البعثة الإسلامية في كولمبو.
8- رابطة كل المسلمين في سريلانكا - كولمبو.
9- رابطة السيدات المسلمات.
10- حركة الطلاب المسلمين في كولمبو.



0
الأقلية المسلمة في نيبال



إحدى الدول الصغرى بشبه القارة الهندية، قلما يسمع عنها العالم، بسبب موقعها المنعزل، ووعورة تضاريس أرضها، وبعدها عن العالم الخارجي، فنيبال دولة داخلية لا سواحل لها، وتوجد بين ثنايا جبال الهملايا الوعرة، ونتيجة هذه السمات لم تدمج نيبال في الوحدات السياسية الكبرى بشبه القارة الهندية، فظلت مملكة منذ عدة قرون، وخططت حدودها في القرن الثامن عشر الميلادي، وتنقسم البلاد إلى أربعة أقاليم (تجاوزًا) هي الإقليم الشرقي، والإقليم الأوسط، والإقليم الغربي، والإقليم الغربي الأقصى، وتشمل الأقاليم أربع عشرة مقاطعة تشمل بدورها 75 ناحية.
موقعها:
تجاورها التبت من الشمال، وتحدها الهند من الشرق والجنوب والغرب، وطول البلاد يمتد من الغرب إلى الشرق، وعرضها بين الشمال والجنوب، وتبلغ مساحتها 141.000 كيلومتر مربع، وتقع بين دائرتي عرض 27ْ شمالاً و30 ْ شمالاً، وسكانها 18.237.000 نسمة حسب تقدير سنة 1408هـ - 1988م، وعاصمتها مدينة كتمندو.
التضاريس:
أرض نيبال جبلية وعرة، تتألف من سلاسل عالية من الجبال التي تمتد من الغرب إلى الشرق، وأحيانًا بين الجنوب والشمال، ويتراوح ارتفاعها بين 3000 متر و8000 متر، وتضم أعلى قمة جبلية في العالم وهي قمة إفرست "8848 مترًا" كما تضم السلاسل الجبلية وديانًا داخلية تسيل خلالها الروافد النهرية العديدة، وأحياناً تضم الوديان مستنقعات مثل مستنقع تراي، وتنصرف مجاريها المائية إلى نهري برهاما بترا، والجانج.
الأحوال المناخية:
يتصف مناخ نيبال بالبرودة خصوصًا فوق المرتفعات، فهناك العديد من القمم تغطيها الثلوج الدائمة، وتنخفض الحرارة إلى ما دون درجة التجمد، أما الوديان المحمية بالسلاسل الجبلية فتتمتع بالدفء نوعًا ما، لذلك يتجمع بها معظم سكان البلاد، والصيف حار في الوديان بارد فوق القمم الجبلية، والأمطار تعود إلى النظام الموسمي الصيفي المسيطر على شبه القارة الهندية الباكستانية.
السكان:
قدر عدد سكان نيبال في يناير سنة 1408هـ - 1988م بحوالي 18.2 مليون نسمة، وينتمي هذا العدد إلى أصول جنسية عديدة، ففي نيبال حوالي 40 لغة، فهناك لغة مغولية يتحدث بها سكان نيبال القاطنين في المناطق الجبلية المرتفعة من الهملايا شمال البلاد (لغة التبت)، وهناك عدة لغات هندية، وإلى جانب هذا في الغرب يتحدث السكان لغة أهل كشمير، وتنتشر اللغة البورماوية، والأردية، وهكذا تتعدد العناصر في نيبال وحوالي 60% من سكان البلاد يعيشون في الأودية الجبلية، وقرابة 40% من السكان ينتشرون في إقليم تيراي.
النشاط البشري:
الزراعة حرفة السكان الأولى، ويعمل بها حوالي 90% من القوى العاملة وتشغل الأراضي الزراعية حوالي 10% من مساحة البلاد، وأبرز الحاصلات الزراعية الأرز، والقمح، والجوت، والفاكهة، وتزرع في الوديان المحمية بالمرتفعات، وقد جففت مساحة كبيرة من مستنقع تيراي واستغلت في الزراعة، وكان المستنقع موطنا لمرض الملاريا، وبالبلاد ثروة غابية تستغل في قطع الأخشاب وتصديرها إلى الهند، وإلى جانب هذا يمارس أهل نيبال الرعي وتربية الحيوانات، وبالبلاد العديد من الخامات المعدنية لم يكشف النقاب عنها.
كيف وصل الإسلام إلى نيبال؟
وصل الإسلام إليها عبر محورين، غربي جاء إليها من كشمير، وجنوبي أتى إليها عن طريق شبه القارة الهندية الباكستانية وكان أول غزو إسلامي للبلاد في القرن الرابع عشر الميلادي عندما هاجم السلطان شمس الدين حاكم البنغال وادي كتمندو في وسط نيبال، ثم زادت صلة المسلمين بها في عهد الدعوة الإسلامية، وأخذت طريقها عبر أراضي نيبال، كما أن التجار المسلمين وصلوا إلى نيبال وساهموا في نشر الدعوة بها، وكان لنيبال علاقات تجارية مع العرب، وزاد النشاط التجاري الإسلامي في القرن الخامس عشر الميلادي، واستوطن التجار المسلمون مناطق عديدة من نيبال.
وهكذا وصل الإسلام إلى أعلى مناطق العالم ارتفاعًا، فلقد صعد الإسلام إلى جبال الهملايا، وارتقى قممها، وهكذا يدحض رأي المتحاملين على الإسلام من المستشرقين، الذين وصفوه بدين الصحراء والسهول. ولكن وجود الإسلام في الهملايا وفي قلب أدغال إفريقيا يحطم هذه الآراء، ويعيش المسلمون هناك وسط أغلبية هندوسية وأقلية بوذية، ويكسب الإسلام المزيد من المسلمين الجدد من بين هؤلاء على الرغم من قلة الإمكانات وفقر الجماعات المسلمة بنيبال.
المسلمون في نيبال:
قدر عدد المسلمين في نيبال حسب تقارير السلطات النيبالية في الفترة بين سنتي 1372هـ - 1374هـ بحوالي 208.899 نسمة، أي أن نسبتهم كانت 2.53% من جملة السكان، وفي سنة 1381هـ قدر عدد المسلمين بحوالي 280.597 نسمة، وكانت نسبتهم 2.98% من جملة السكان، وفي سنة 1391هـ وصل عدد المسلمين إلى 355.156 نسمة، وفي سنة 1401هـ وصل عدد سكان نيبال إلى 14.179.401 نسمة، وعلى أساس أن نسبة المسلمين حوالي 4% يكون عدد المسلمين قد بلغ حوالي 567.176 نسمة، ولكن عند تتبع نسب زيادة المسلمين في الفترات السابقة نجدها في ازدياد، وهذا يشير إلى أن عددهم يفوق هذا الرقم الرسمي، فيحتمل أن يكون عددهم الآن حوالي 800.000 نسمة ويقدرهم البعض بحوالي مليون نسمة، ذلك أن زيادة النسب في الفترات السابقة تشير إلى دخول أعداد من النيباليين في الإسلام، وهذا غير الزيادة الطبيعية للمسلمين.
التوزيع الجغرافي للمسلمين:
ينتشر الدين الإسلامي في مختلف أقاليم نيبال، ففي الإقليم الشرقي حسب إحصاء 1391هـ - يعيش 76.766 مسلما، ونسبتهم بين سكان الإقليم 2.74%، وفي الإقليم الأوسط 171.982 مسلما، ونسبتهم 2.92%، وفي الإقليم الغربي 71.963 مسلما، ونسبتهم 2.92%، وفي الإقليم الغربي الأقصى 30.395 مسلما، ونسبتهم بين سكانه 1.26%، والنسبة العامة للمسلمين في البلاد حسب الإحصاء السابق 3.04%، وهكذا يتضح أن أكبر تجمع إسلامي في الإقليم الأوسط من نيبال، يليه الإقليم الغربي، والإقليم الأوسط يضم أغلب سكان نيبال، وهذا التجمع يقترب من مناطق المسلمين بالهند وبنجلاديش، ويعود المسلمون في نيبال إلى عدة أصول، فإلى جانب المسلمين من أهل نيبال توجد عناصر مسلمة استوطنت البلاد، منها الكشميريون، والأفغان، والمغول (ترك)، وهناك مسلمون من أصل بيهاري من الهند ومن بنجلاديش، وهناك جالية عربية قديمة.
أحوال المسلمين في نيبال:
الديانات المنتشرة في نيبال هي الهندوسية والبوذية والإسلام. ويمارس المسلمون شعائر دينهم بحرية، بصرف النظر عما يحدث من تحديات ضئيلة من جانب الهندوس ولهم مساجدهم ومدارسهم، غير أن مشكلتهم الأساسية تعود إلى تدني الدخول، وانتشار الأمية بينهم، لهذا يعوز المؤسسات الإسلامية الدعم المالي، كما يعانون من الجهل بقواعد الإسلام. 
التعليم:
تنتشر نسبة الأمية بين المسلمين بصورة أعلى بحوالي 19% من نسبة الأمية العامة في نيبال، فقبل سنة 1359هـ - 1940م لم تكن هناك مدارس إسلامية معترف بها في نيبال، كذلك لم يكن مسموحا لأبناء المسلمين دخول المدارس الحكومية، ثم قُبِل أبناء المسلمين بالمدارس المتوسطة والثانوية، كما سمح للمسلمين ببناء مدارس إسلامية، فانتشرت المدارس الإسلامية الابتدائية في القرى والمدن، غير أنها قليلة ومحدودة بسبب ضعف التمويل، فتقام هذه المدارس بالجهود الذاتية، وتعلم هذه المدارس اللغة الأردية، وقواعد الإسلام، ولا تقوى ميزانيتها على شراء الكتب، أو دفع رواتب المدرسين، وانتشرت بعض المدارس والكتاتيب والمعاهد، ففي نيبال توجد سراج العلوم السلفية في غرب نيبال، والجامعة السلفية في وسط نيبال، ومدرسة شمس الهدى في نيبال الشرقية، والمدرسة العربية نور العلم في موهوليا، ومدرسة مفتاح العلوم السلفية في شرق نيبال، ومدرسة نور الإسلام في شرق نيبال، ومدرسة إسلامية في نيبال الوسطى.
المناهج الدراسية:
يقتصر التعليم على تحفيظ القرآن الكريم، دون ترجمة معانيه، لذلك لا يستوعب أبناء المسلمين ما يحفظون، والمستوى الثقافي للمدرسين منخفض للغاية، فقلما تجد بينهم الحفاظ والمفسرين، وتنتشر الأمية عند النسوة المسلمات أعلى من مثيلتها عند الرجال، ففي الآونة الأخيرة حصلت امرأة مسلمة واحدة على درجة جامعية في كتمندو، وهي منطقة تجمع إسلامي كبير، وهناك حوالي 50 مسلما حصلوا على درجات جامعية، ولقد بدأ المستوى الثقافي يتحسن عن ذي قبل، فلقد بعث المسلمون 60 طالبا لدراسة الطب في الجامعات الهندية على حسابهم الخاص، ولا وجود للتعليم المهني، والمسلمون في نيبال في مسيس الحاجة إلى المدارس الإسلامية والمهنية وإلى المناهج الإسلامية المتطورة.
المساجد والهيئات الإسلامية:
في العاصمة النيبالية مسجدان، مسجد الكشميري وينفق عليه من وقف خصص له، وبالمسجد مدرسة إسلامية، يتعلم بها أبناء المسلمين قواعد الإسلام، والمسجد الثاني هو مسجد الجامع بكتمندو، ويصرف عليه من أوقاف خيرية، وملحق به فندق يدر عليه بعض الدخل، كما أن به مدرسة ابتدائية، هذا وتنتشر المساجد بالقرى حيث مناطق التجمعات الإسلامية، وهناك لجنة للحج ترسل سنويا حوالي 50 حاجًّا لأداء الفريضة، كما أن هناك منظمتين إسلاميتين، عبارة عن جمعيتين، تشارك بإمكانيات محدودة في النشاط الإسلامي، ولهذا نجد الجالية المسلمة في حاجة إلى علماء الدين الإسلامي كما أنها في حاجة إلى الدعم والتأييد.
وفي سنة 1402هـ - زار وفد من مسلمي نيبال المملكة العربية السعودية، برئاسة الشيخ محمد يوسف نائب رئيس جمعية خدام المسلمين، وقد عرض مطالب الجمعية من الدعم المادي والثقافي لمسلمي نيبال، ورد الزيارة الدكتور عبد الله الزايد نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهناك الجمعية الإصلاحية لشعب نيبال، وتقوم برعاية مصالح المسلمين وحل مشاكلهم، واستطاعت إقناع وزارة التعليم بفتح المعاهد الإسلامية في نيبال ويرأس هذه الجمعية الحاج أحمدين، وهو عضو بالمجلس الأعلى للدولة، واستطاعت الجمعية أن تحصل على حصة من برامج إذاعة نيبال للبث الإسلامي، وللجمعية جهد في الإصلاح بين الجماعات الإسلامية، ومساعدة فقراء المسلمين، ونشاط في إنشاء المدارس الإسلامية.
عناوين بعض المؤسسات الإسلامية:
- جمعية نيبال مسلم سافي ساميتي باغ بازار كتمندو.
- لجنة الإصلاح لكل نيبال (آل نيبال انجمن إصلاح) غانتا غر/ كاشميري تاكيا كتمندو. 
- الجماعة السلفية في دها نيوسا.
- جمعية طلاب وشبيبة مسلمي نيبال في كتمندو. 
- لجنة التعمير في كتمندو.

0
الأقلية المسلمة في جامو وكشمير



الأقلية المسلمة في جامو وكشمير

الموقع: 
توجد جامو وكشمير في أقصى شمال غرب شبه القارة الهندية الباكستانية، وإلى الجنوب من عقدة البامير الجبلية، وتحيط الصين بكشمير من الشمال والشرق والباكستان من الغرب، والهند من الجنوب وأفغانستان من الشمال الغربي وقسمت الآن إلى قسمين، ثلثها تقريبا يخضع لإدارة الباكستان، والقسم الثاني ويقدر بثلثيها أعلنت الهند ضمه إليها، وكشمير في حقيقة الأمر ولاية إسلامية، فالمسلمون بها أغلبية لا أقلية، ونسبة المسلمين بها تصل إلى أكثر من 80%، وظهرت المشكلة غداة استقلال الهند والباكستان في سنة 1367 هـ - 1947م، وكان يحكم جامو وكشمير مهراجا من الهندوس، وعندما تم تقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين رفض المهراجا الذي كان يحكم كشمير الانضمام إلى الهند أو الباكستان، ومن ثم ثار المسلمون مطالبين بالانضمام إلى الباكستان، فهرب حاكم كشمير إلى الهند وطلب تدخلها لحمايته، ورأت الباكستان من واجبها إرسال وحدات من قواتها لتحمي المسلمين بكشمير، ونشبت الحرب بين الدولتين، وتدخلت الأمم المتحدة لحل المشكلة في سنة 1369 هـ - 1959م، وتوقف إطلاق النار وتجمد الوضع على ما كان عليه قبل الهدنة، وبقيت الأجزاء التي سيطرت عليها كل دولة تحت نفوذها، وأعلنت الهند في سنة 1376 هـ - 1956م أن القسم الذي استولت عليه جزء من أرض الهند ورفضت باكستان ذلك، ولم تصل الأمم المتحدة إلى حل، وتجدد النزاع في سنة 1385 هـ - 1965م، وتدخلت الأمم المتحدة من جديد، وتجمد الوضع على ذلك، وتسيطر الهند على ثلثي أرض كشمير، وتدير الباكستان الباقي باسم "كشمير آزاد" أي كشمير الحرة.
الأرض: 
تبلغ مساحة كشمير 222 ألفا من الكيلومترات المربعة، وتتكون أرضها من مجموعة سلاسل جبلية عالية حديثة التكوين، ذات طبيعة وعرة معقدة، ففي شمالها سلسة هضبة كرقورم، وفي الجنوب الشرقي سلسلة زسكار، وفي الجنوب الغربي جبال بانجال حيث بعض منابع نهر السند، وبعض قمم الجبال تزيد على 8.000 متر مثل قمة جودوبين أوستن، وتحصر الجبال بينها وديانا عميقة، وطبيعة البلاد تمتاز بالجمال وروعة المناظر.
المناخ:
يتصف مناخ جامو وكشمير ببرودته في الشتاء بسبب طبيعة البلاد الجبلية، فدرجة الحرارة تتدنى إلى درجة التجمد في معظم جهاتها، والصيف معتدل على الجبال وترتفع الحرارة في الوديان المنخفضة، وتغطي الغابات حوالي 10% من مساحة جامو وكشمير، وتصدر الأخشاب عن طريق الأنهار، وتمارس الزراعة في الوديان الجبلية المنخفضة، وعلى السفوح، وتشتهر كشمير بإنتاج الفاكهة كغلة أولى ثم يزرع الأرز والقمح والشعير والذرة وكذلك القطن، أما الصناعة فمعظمها يدوي مثل النقش على الخشب وصناعة الفضة، وتشتهر بصناعة الحرير والصوف، وفي سرنجار واحد من أكبر مصانع الحرير الطبيعي في العالم.
السكان:
في إحصاء 1401هـ - 1981م سكان كشمير وجامو 5.9 ملايين نسمة في القطاع الخاضع لإدارة الهند، وأكثر من 3 ملايين في المنطقة الخاضعة لإدارة باكستان، ويقدر عددهم بحوالي 10 ملايين في القطاعين، وأكثر من ثلاثة أرباع السكان يعتنقون الإسلام، ويتكون المسلمون من قبائل السيخ، والسند والمغول والباتان، ويشكل الهندوس أقل من ربع السكان ومعظمهم من قبائل بانديت وربيئي ويبلغ عدد المسلمين في كشمير وجامو حوالي 10 ملايين نسمة بما في ذلك القطاع الباكستاني، ففي القطاع الهندي 6.500.000 مسلم، وفي القطاع الباكستاني حوالي 3.500.000 نسمة، وعدد المسلمين في القطاعين حوالي 8.000.000 مسلم.
كيف وصل الإسلام إلى كشمير؟
من الصعب تحديد بداية وصول الإسلام إلى كشمير، وليس من المعقول أن ينتشر الإسلام مبكرا إلى شمالها في منطقة التركستان الشرقية، حيث وصل الإسلام إلى كاشغر في نهاية القرن الأول الهجري، كما وصل إلى جنوبها في منطقة حوض السند والبنجاب في وقت معاصر، لهذا تأثرت كشمير بوجود الإسلام في جنوبها وشمالها، فلقد سجلت الأحداث إسلام ملك كشمير في مستهل القرن الثامن الهجري على يد داعية مسلم هو "بلبل شاه" وبعد أن أعلن ملك كشمير إسلامه سمي بصدر الدين، وتذكر بعض المصادر أن الإسلام وصل كشمير في القرن الرابع الهجري.
وبعد أن استقر الإسلام بكشمير خضعت لحكم أباطرة المغول المسلمين الذين حكموا الهند، صارت كشمير جزءا من الإمبراطورية المغولية الإسلامية بالهند، وذلك منذ سنة 740هـ.
ولما ضعفت الدولة الإسلامية بالهند، سيطر السيخ على كشمير في القرن 13هـ، فغزاها المهراجا رانجيت سنك في سنة 1224هـ، وعندما بدأ النفوذ البريطاني يستشري في الهند، وبسط نفوذه على كشمير وأبقى على حكم المهراجا كولاب سنك في كشمير نظير 7.500.000 روبية يدفعها للحكم البريطاني، لمدة مائة عام، ووقعت معاهدة أمريتسار في سنة 1263هـ بين الطرفين، وظل حكم كشمير في أيدي أسرة كولاب سنك، قبل استقلال الهند كان يحكم كشمير المهراجا هاري سنك.
وظل المسلمون في كشمير يخضعون لحكام مستبدين طيلة قرن كامل، وكان هؤلاء من الهندوس، لذا تعرض المسلمون لتحديات عقائدية في عهد أسرة سنك وفرضت القيود على عقيدتهم، وأمام هذا التحدي ألف المسلمون حزبين للنضال ضد تحدي الهندوس، حزب المؤتمر الإسلامي ورأسه تشودي غلام عباس، وحزب المؤتمر الوطني ورأسه الشيخ محمد عبد الله، وتدخلت الهند في غزو عسكري لكشمير، وهذا أعطى باكستان حق التدخل لحماية المسلمين بكشمير، ولقد سبقت الإشارة إلى نتائج هذا الوضع، وكان سكان كشمير يكتبون لغتهم بحروف عربية منذ أوائل القرن الخامس الهجري وحتى بداية الاستعمار البريطاني. 
ولقد دعا مؤتمر العالم الإسلامي جميع الدول المحبة للسلام والعدالة في العالم إلى بذل الجهد لضمان الحقوق المشروعة للمسلمين في كشمير وجامو على أساس قرارات الأمم المتحدة والتي وافقت عليها كل من الهند وباكستان، كما قدمت رابطة العالم الإسلام في مذكرتها لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة، قدمت دعوة للملوك والرؤساء المسلمين لبذل مساعيهم في الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الخاصة بكشمير وجامو، على أن يقرر الشعب مصير هذا البلد، وذلك بإجراء استفتاء حر. 
وهناك مخطط هندوسي يهدف إلى محاربة الإسلام في كشمير، ويبني هذا المخطط أسلوبه على:
1- تغيير مناهج التعليم في كشمير. 
2- نشر الإباحية بين الشباب المسلم.
3- تشجيع الزواج بين الهندوس والمسلمين. 
4- إباحة شرب الخمور.
ولهذا أخذ المسلمون في مقاومة هذا التحدي فكونوا الجبهة الإسلامية الموحدة.
ولقد قتل الهندوس في عدة أشهر 5 آلاف مسلم وجرحوا 6 آلاف، وسجنوا 12 ألفا، وأدت هذه الأحداث إلى اشتباك بين الهند والباكستان على خط الحدود في 15/5/1990م، وارتكب حاكم كشمير مذبحة أثناء تشييع جنازة الزعيم المسلم المرحوم محمد فاروق فأطلق جنوده النار على المشيعين في 21/5/1990م وقتلت قواته أكثر من 50 مسلما. 
الهيئات الإسلامية في جامو وكشمير: 
تتمثل المنظمات فيما يلي:
1- الجماعة الإسلامية بجامو وكشمير. 
2- جمعية الطلبة الإسلامية بولاية جامو وكشمير. 
3- جمعية الطالبات المسلمات بولاية جامو وكشمير.
4- جمعية الطلبة العرب بولاية جامو وكشمير.
5- جمعية اتحاد العلماء والمشايخ بولاية جامو وكشمير.
6- جمعية الأساتذة بولاية جامو وكشمير.
7- جمعية السيدات بولاية جامو وكشمير.
8- دائرة الأصدقاء الإسلامية بولاية جامو وكشمير.
متطلبات:
لقد اجتمع المسئولون في هذه المنظمات وقاموا بوضع خطة خمسية للدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي في جامو وكشمير، وتشكلت لجنة من ممثلين لهذه الجمعيات واختارت 30 مسجدا موزعة على أنحاء جامو وكشمير ومناطق اللاجئين، لتكون مراكز لنشاط الدعوة الإسلامية. 
ومن أبرز متطلبات العمل الإسلامي في جامو وكشمير:
1- الوقوف في وجه الهندوس لتغيير منهج التعليم الإسلامي.
2- مقاومة الدس والتخريب من جانب الهندوس للشباب المسلم.
3- منع الزواج المختلط.
4- الدعم السياسي والعادي من العالم الإسلامي.
الجبهة الإسلامية الموحدة:
أمام الأحداث المؤلمة التي تمر بها جامو وكشمير، اقتضى الأمر توحيد الهيئات الإسلامية في هيئة واحدة، هي الجبهة الإسلامية المتحدة، وذلك للحفاظ على الشخصية الإسلامية لمواجهة تحديات الهندوس، وللمطالبة بحقوق المسلمين، وتضم الجبهة أكثر من 10 أحزاب وهيئات سياسية.

0
الأقلية المسلمة في الهند




شبه القارة الهندية – الباكستانية، إقليم يتسم بملامح جغرافية متميزة، ويضم وحدات سياسية، هي: بنجلاديش، والهند، وكشمير ونيبال، والباكستان، وأكبر هذه الوحدات الهند، إذ تبلغ مساحتها 3.877.82 كيلومترا مربعا، وتعتبر سابعة دول العالم مساحة، والثانية سكانا، فسكانها وصلوا في الآونة الأخيرة إلى 833.4 مليون نسمة، أي أكثر من سكان قارتي أمريكا الجنوبية وأفريقيا معا، ولقد اشتق اسم الهند من كلمة "سندهو" وهو الاسم الهندي لنهر الهندوس أو نهر السند، فمنها اشتقت كلمتا "اند" و"هند" وأصبح سكان هذا الإقليم يسمون بالهندوس أو الهنود، ويرى البعض أن الكلمة مشتقة من الديانة الوثنية للهند، من اسم إله الهنود "اندرا"، والعاصمة دلهي وسكانها في سنة 1408هـ - 1988م، حوالي 7.2 ملايين نسمة، وأكبر مدن الهند سكانا كالكوتا فسكانها 9.9 ملايين نسمة، يليها بمباي وسكانها 8.7 ملايين نسمة ثم مدراس 4.9 ملايين نسمة، والهند بلاد واسعة تضم العديد من الشعوب واللغات والديانات، ففي إحصاء سنة 1340هـ - 1921م – وجد بالهند نحو 225 لغة، مشتقة من أربع مجموعات كبرى هي:
1- عائلة اللغات الهندية الآرية وتتألف من 27 لغة، ويتحدثها أكثر من نصف سكان الهند. 
2- عائلة اللغات الدرافيدية وتتألف من 14 لغة ويتحدثها أكثر من 100 مليون نسمة.
3- عائلة اللغات الصينية – التبتية وتسود بين سكان شمالي الهند.
4- عائلة اللغات الأسترالية الآسيوية وتتألف من 14 لغة ويتحدث بها 10 ملايين نسمة.
هذا إلى جانب عائلة اللغات الإيرانية واللغة الإنجليزية، وأكثر اللغات الهندية انتشارا خمس عشرة لغة منها: الأردية لغة معظم المسلمين بالهند، ومنها الهندية، والسنسكرية والتاميلية، والبنجابية.
الدين:
يعيش الإسلام بين ديانات عديدة بالهند، منها الهندوسية والبوذية ثم السيكية "السيخية" والمسيحية، وأكثر الديانات الوثنية انتشارا الهندوسية، وتقوم على نظام الطبقات حيث ينقسم المجتمع إلى أربع طبقات في نظر الهندوسية هي: 
1- طبقة البراهمة "الكهان" وهي أعلى الطبقات.
2- طبقة الاكشترية (طبقة المحاربين).
3- طبقة الفيشية وهي طائفة الزراع والتجار التي توفر سبل العيش للكهنة. 
4- طبقة الشودرا "طائفة المنبوذين" وهي أسفل الطبقات – والتزاوج بين الطبقات السابقة ممنوع وغير جائز.
ويشكل المسلمون حوالي سدس سكان الهند، ويعيشون وسط هذا المتحف البشري والحضاري، وتكثر حوادث الصراع بين أنصار الديانات المختلفة وتتكرر المصادمات والخصومات، وهكذا الهند شعوب في أمة واحدة عجيبة التركيب.
الموقع:
توجد الهند في جنوبي قارة آسيا بين دائرتي عرض 8 شمال الاستواء و36 شمالا ويكاد ينصفها مدار السرطان، وتشرف سواحلها على خليج البنغال، وبحر العرب والمحيط الهندي، وتحدها الصين من الشمال، والباكستان وبحر العرب من الغرب، وبنجلادش وخليج البنغال من الشرق، وسريلانكا والمحيط الهندي من الجنوب.
الأرض:
تنقسم أرض الهند إلى ثلاثة أقسام تضاريسية كبرى هي:
1- المرتفعات الشمالية:
التي تتفرع من العقدة الجبلية (بامير)، على شكل قوس جبلي عظيم الارتفاع والامتداد، وهي جبال الهملايا، ويبلغ طولها أكثر من 2415 كيلومترا، وتضم 92 قمة جبلية تزيد في ارتفاعها على 7313 مترا، وتعتبر إقليما جبليا معقدا، وأعلى قمم الهملايا في نيبال هي قمة إفرست التي يبلغ ارتفاعها 8848 مترا، أعلى قم العالم، ومن جبال الهملايا تنبع الأنهار الرئيسية في شبه القارة الهندية.
2- السهول الشمالية:
قوس خصب يمتد بين سفوح الهملايا وقاعدة مثلث شبه القارة الهندية "الدكن" وتتألف من سهول الجانج وسهول الحوض الأدنى لنهر براهما بترا.
3- شبه جزيرة الدكن:
تتكون من هضبة على شكل مثلث قاعدته نحو الشمال ورأسه ينتهي في المحيط الهندي جنوبا، وتشكل الحواف الغربية لهذه الهضبة سلاسل جبلية عالية تعرف بغات الغربية، تمتد بجوار الساحل الغربي، وتعرف الحافة الشرقية لهضبة الدكن بجبال غات الشرقية، وفي أقصى شمال الدكن سلاسل عرضية تفصلها عن السهول الشمالية، وتصرف مياه الدكن مجموعة من الأنهار يتجه معظمها نحو الشرق.
المناخ:
يوصف مناخ الهند بكلمة تقليدية وهي "موسمي" وهي مشتقة من الكلمة العربية "موسم" ويقصد بها الفصل، والوصف مركز على فصيلة الأمطار، غير أن هذا وصف عام، فالأحوال المناخية تختلف بالهند من إقليم لآخر ويحكم هذا الاختلاف الموقع والتضاريس وسعة المساحة، ويمكن أن نميز الفصول الآتية:
(أ) فصل الشتاء:
من ديسمبر إلى فبراير، تنخفض درجة الحرارة لا سيما على المناطق الشمالية المرتفعة.
(ب) فصل الربيع:
تظل الحرارة منخفضة في بدايته، ولكنها تزداد في الجنوب وتحل الرياح الجنوبية محل الشمالية، ويبدأ الهواء الرطب بغزو جنوب شبه القارة الهندية، ويمثل شهرا أبريل ومايو أشد شهور السنة حرارة.
(ج) فصل المطر:
يمتد من يونيو إلى سبتمبر، وفي هذا الفصل تسيطر الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، وتسقط الأمطار الغزيرة على طول الساحل الغربي للدكن، وعلى سفوح جبال الهيمالايا.
(د) فصل تقهقر الرياح الموسمية:
من سبتمبر إلى ديسمبر، تتقهقر الرياح الموسمية الجنوبية الغربية نحو الجنوب وتخلي الساحة للرياح الشمالية غير أن التقهقر يكون تدريجيا ويظل القسم الجنوبي يتلقى الأمطار.
السكان:
بلغ عدد سكان الهند في سنة 1409هـ حوالي 833.4 مليون نسمة، ويتكون هذا العدد من خليط عرقي متعدد الأجناس، فمنهم العناصر القديمة التي تسمى ما قبل الدرافديين، وتعيش هذه الجماعات في مناطق العزلة في هضبة الدكن وجزر أندمان، ومنهم العناصر الدرافيدية، في القسم الجنوبي من الدكن، ثم الآريون وينتشرون في كثير من المناطق الهندية ويشكلون أكثر العناصر عددا، ومنهم عناصر مغولية في الشمال. 
ويعيش حوالي 80 % من سكان الهند في المناطق الزراعية، وحوالي 75 % من سكان الهند يعيشون على الاقتصاد الزراعي، لذلك ترتفع الكثافة السكانية في مناطق الزراعة كالسهول والسفوح المنخفضة، والدخول بصفة عامة منخفضة.
ويصل عدد المسلمين إلى 95 مليون نسمة على أساس أن نسبتهم 11.35 % ولكن قدرتهم حكومة الهند 1981م بـ 81 مليونا. وقدرتهم المصادر الإسلامية بأكثر من 112 مليون مسلم في سنة 1409هـ. ويأتي الإسلام في المركز الثاني بعد الهندوسية التي تشكل ديانة أغلب سكان الهند، وتصل نسبة معتنقيها أكثر من ثلاثة أرباع السكان، ويصل عدد المسيحيين حوالي 15 مليونا والبوذيين حوالي 5 ملايين.
اقتصاديات الهند:
على الرغم من التقدم الصناعي الحديث في بعض أجزاء الهند، إلا أنها لا تزال دولة زراعية، ويعتمد الاقتصاد الزراعي على الأمطار الموسمية، فحوالي 75 % من الأراضي الزراعية تروى بهذه الطريقة، وحوالي 80 مليون فدان تقوم زراعتها على الري، ويعمل بالزراعة حوالي 67 % من القوى العاملة بالهند، وتتميز الملكيات الزراعية بصغر مساحتها، وعدم استخدام الأساليب العلمية. وتسود ظاهرة احتكار الملكية، وأهم الحاصلات الأرز، فمساحته نصف الأراضي المخصصة لزراعة الحبوب، وربع المساحة الزراعية، والأرز عدة أنواع، والهند ثانية الدول المنتجة للأرز بعد الصين، كما أن القمح هو الغلة الثانية من الحبوب، ثم الذرة، وإلى جانب الغلات السابقة توجد مجموعة من الغلات النقدية مثل قصب السكر والقطن، وللشاي شهرة بين الغلات النقدية، ثم القطن، هذا إلى جانب البن والجوت.
وتضم الهند ثروة حيوانية ضخمة تضعها في مصاف أهم الدول، غير أن النصيب الأكبر منها معطل بسبب المعتقدات الدينية، وفي سنة 1408هـ - 1988م وصل عدد الأبقار 193 مليونا، والجاموس 72 مليونا، والأغنام 82 مليونا، والماعز 113 مليونا، وتعاني معظم الحيوانات من الضعف والهزال وسوء الاستغلال.
وإلى جانب الموارد السابقة توجد ثروة معدنية اتخذت أساسا لصناعات حديثة، ويوجد الفحم بكميات كبيرة، هذا إلى جانب خامات الحديد. وينتج المنجنيز، والميكا، وتشتهر منطقة جامشدبور بصناعة الحديد. وتنتشر صناعة الكيماويات والمواد الغذائية، وكذلك الأسمدة في العديد من المناطق، والمنسوجات والأدوية.
كيف وصل الإسلام إلى الهند؟
المحور البحري:
وصل الإسلام إلى الهند مبكرا وتمثل أول قدوم للإسلام عبر محور بحري انتقل الإسلام عبره عن طريق التجار العرب الذين تعاملوا مع مواني سواحل الهند، وحمل التجار العرب الدين الجديد في بدايته إلى الهند، وأصبح في كل ميناء أو مدينة اتصل بها العرب جماعة مسلمة، وأقاموا المساجد وباشروا شعائر دينهم في حرية، وكانت سواحل ملبار وسواحل إقليم السند من هذه المناطق التي وصلها الإسلام مبكرا، ومن الصعب تتبع هذه الجهود الذاتية في نشر الإسلام عبر هذا المحور، ومما لا شك فيه أن الرحلات التي كانت تسهل مهمتها الرياح الموسمية أثمرت انتشارا للإسلام على طول سواحل الهند، ولقد ذكر المسلمون العديد من الرحالة العرب الذين وصلوا إلى سواحل الهند، واستوطنت أسر عربية بتلك السواحل، واستعان ملوك جنوب الهند بالمسلمين في إدارة دفة الحكم، وأسلم بعض هؤلاء الملوك، وأصبح للمسلمين نفوذ عزيز في ممالك سواحل الهند، وازدهرت العلاقات التجارية بين الدول الإسلامية والهند، ونشطت الصلات بين شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس من ناحية وسواحل الهند من ناحية أخرى، وفي جنوب الهند العديد من الجماعات الإسلامية مثل الرفوتان ويرجع إسلامهم إلى الجهود سالفة الذكر، وجماعة الدودي كولا، وظل الإسلام في جنوب الهند يتسم بطابع الدعوة السلمية، وأقبلت الطبقات المنبوذة والمستضعفة على اعتناق الإسلام، فدخلت قبيلة تيان، وطبقة "تشرومن" أي: حراث الأرض، وجماعة الإسلام "مكهة – ون" أي طبقة السماكين، وغيرهم العديد من الجماعات التي خلصها الإسلام من القيود الطبقية، ولا زال الإسلام يكتسب أنصارا جددا في مناطق الساحل الغربي والشرقي من الطبقات المستضعفة، ولقد نشط هذا المحور، وانتقل الإسلام من الساحل نحو الداخل في هضبة الدكن، فكانت منطقتها مسرحا لأعمال موفقة لكثير من الدعاة المسلمين، واستقرت جماعات عديدة من العرب في الدكن، ومن الدعاة للإسلام بهذه المنطقة "يبرمها بيرخام دايت" ومعناه المرشد الأكبر، والسيد محمد جيسوددار، والسيد عبد القادر الجيلاني، وهكذا كثر الدعاة للإسلام بمنطقة الدكن في جنوبي الهند.
ولقد عبر الإسلام من ساحل ملبار إلى جزائر الملديف، ومعظم أهل هذه الجزر الآن من المسلمين، ويدين سكان هذه المناطق في دخولهم الإسلام إلى التجار العرب والفرس، وهكذا انتشر الإسلام في جنوب الهند بالحكمة والموعظة الحسنة عن طريق هذا المحور البحري، الذي نقل الإسلام إلى المناطق المجاورة للهند.
المحور الشمالي الغربي:
دخل الإسلام إلى الهند عن طريق هذا المحور بوسيلة الفتح، وكانت أولى الغزوات الفعالة التي قادها محمد بن القاسم الثقفي في سنة 92هـ، وشملت الفتوح إقليم السند وجنوب البنغال، وكان الجيش الإسلامي مكونا من 6000 مجاهد وعدد مماثل من راكبي الإبل، ويتبعهم قطار من 3000 جمل تحمل مئونة الجيش وعتاده، وسقطت مدن عديدة في أيدي المسلمين، وذلك بعد قتال مرير خاض غماره الجيش الإسلامي، واكتسح محمد بن القاسم العديد من مناطق السند والبنجاب، وبعد وفاة الوليد بن عبد الملك تولى الجيش الإسلامي زيد بن أبي كبشة من قبل سليمان بن عبد الملك. فقبض على محمد بن القاسم وأرسله مكبلا إلى العراق واستمرت فتوحات ابن القاسم حتى سنة 96هـ. 
الدولة الإسلامية بالهند:
قامت حكومات إسلامية في حوض السند والبلاد المفتوحة والأحداث التي توالت على الخلافة الإسلامية والصراع بين الأمويين والعباسيين أدى إلى إهمال متابعة فتوحات الهند، ثم عاد النشاط للعرب في هذا المحور، وعاود المسلمون متابعة فتوحات الهند. 
الدولة الغزنوية:
قام اسبكتكين والي السامانيين على أفغانستان بفتح خراسان وغزا إقليم البنجاب، وأقام في مدينة بشاور حكومة إسلامية، وخلفه ابنه محمود في سنة 387هـ، وقضى محمود الغزنوي على الدولة السامانية، واستقل بأملاكها مع ولائه للخلافة العباسية، وعرفت دولته "بالغزنوية" وشملت القسم الشمالي من الهند، وأفغانستان وبلاد ما وراء النهر والقسم الأكبر من بلاد فارس، ومكث في الحكم 34 سنة غزا الهند خلالها 17 غزوة، وبسط محمود الغزنوي نفوذ الإسلام على معظم بلاد الهند، وتوفي في سنة 421هـ، وتولى بعده ابنه مسعود واتخذ مدينة لاهور عاصمة له واستمرت الأسرة الغزنوية تحكم الهند حتى سنة 547هـ.
توالت على الهند دول إسلامية كثيرة بعد أن تفتتت الدولة الغزنوية، مثل دولة الخلجيين التي حكمت من سنة 689هـ 720م، وأسرة تفلق التي حكمت من سنة 720هـ - 815هـ، وأسرة اللوديين التي قامت على حكم البلاد من سنة 855هـ - 933هـ إلا أن اهتمام هذه الدول بنشر الدعوة الإسلامية لم يكن بدرجة اهتمام الفاتحين الأوائل، ويتسم عهدهم ببطء انتشار الدعوة الإسلامية، ولا يعني هذا أن الحماسة الدينية قد فترت، فقد سجلت الأحداث دخول جماعات عديدة في الدين الإسلامي.
دولة أباطرة المغول:
بدأ عصر مزدهر بقيام دولة أباطرة المغول، عندما أتت فرصة قيامها باستنجاد علاء الدين لودي بظهير الدين محمد بابر الذي ينتسب إلى تيمورلنك وقد سيطر على مناطق وسط آسيا، وتطلع بابر إلى غزو الهند، فوصل إلى البنجاب سنة 932هـ، وانتصر بابر على الأفغان والراجبوتيين، فأصبحت دولته تضم كابل والبنجاب والبنغال وبهار وأوده. وتوالى الحكام المغول على حكم الهند، فخلف ناصر الدين محمد بابر في سنة 937هـ، ثم جاء عهد جلال الدين محمد أكبر، وحكم حوالي 50 سنة، ويعتبر عهده من أعظم عهود أباطرة المغول في الهند، وفي عهده قامت علاقات بين دولة المغول والبرتغاليين الذين سيطروا على جوا بساحل الهند، وسمح لهم ببعث إرساليات مسيحية إلى مملكته، واتسعت إمبراطورية المغول في عهد أكبر، فشملت كل شمال الهند، وامتد نفوذها إلى الدكن، بل امتدت من بحر العرب إلى خليج البنغال. على الرغم من هذا الانتشار في الملك إلا أن الدعوة الإسلامية أصيبت بفتور في أواخر أيامه بسبب إعلانه الدين الإلهي، وظهرت دعوات إصلاحية بعد أكبر لتصحيح مسار الدعوة مثل حركة أحمد سر هندي.
تولى الحكم بعد أكبر ابنه نور الدين محمد جهانجيز "سليم" واستطاع أن يقضي على التمرد الذي حدث في بعض أجزاء الإمبراطورية، وتمكن من استعادة ملك أبيه وخلفه شهاب الدين محمد "شاه جهان" أي (ملك العالم)، وقاوم نفوذ البرتغاليين المتزايد، فهاجم مستعمراتهم وقضى على تجارة الرقيق التي كانت تزاولها البرتغال.
وكان لإخلاص ووفاء زوجته "ممتاز محل" أكبر الأثر في نجاح توطيد حكم شاه جهان، وتوفيت قبله، فأقام لها الأثر المعماري المعروف بتاج محل في مدينة أجرا، وبعد وفاة شاه جهان تولى ابنه محيي الدين أورنكزيب في سنة 1069هـ، ومعنى أورنكزيب (زينة العرش)، وحكم الهند قرابة نصف قرن، وأثناء حكمه وصلت إمبراطورية المغول بالهند أقصى اتساع لها ففتح أسام وأدب قراصنة البرتغال والمتمردين، وفي عهده حد من نفوذ بريطانيا الذي أخذ يتزايد في البنغال، وتمثل هذا النفوذ في شركة الهند الشرقية، نواة التوسع البريطاني بالهند.
وبعد أورنكزيب تولى الحكم بهادرشاه ثم عدد من خلفاء أورنكزيب، وتوالت على الهند الفتن والمحن، وزاد التنافس الاستعماري على الهند، وأخذ النفوذ البريطاني يتزايد حتى شمل الهند كلها، بعد أن قضى البريطانيون على نفوذ الهولنديين والبرتغاليين تفرغوا للقضاء على حكم الإمبراطورية المغولية، فقامت ثورة إسلامية عارمة بالهند في سنة 1374هـ - 1857م، وأعلن الحاكم البريطاني اللورد النبرو: أن العنصر الإسلامي في الهند عدو بريطانيا اللدود، وأن السياسة البريطانية يجب أن تهدف إلى تقريب العناصر الهندوكية إليها لتستعين بهم في القضاء على الخطر الذي يتهدد بريطانيا في هذه البلاد، وعلى أساس هذا المبدأ بطش البريطانيون بالمسلمين الذين قادوا الثورة السابقة ونفوا السلطان بهادرشاه آخر ملوك المغول في سنة 1275هـ - 1858م بعد حكم دام للإمبراطورية المغولية المسلمة أكثر من ثلاثة قرون، ونفى بهادرشاه إلى رانجون وتوفي بها، وأثار البريطانيون الخلافات بين المسلمين والهندوس، وحاولوا تشويه تاريخ المسلمين بالهند وبدأت حركات تصحيحية لمواقف المسلمين قادها المفكرون، مثل السيد أحمد خان في أوائل النصف الثاني من القرن 19 الميلادي، ومحمد إقبال ومحمد علي جناح، وما أن ظهرت بوادر الاستقلال حتى تبلورت الدعوة الإصلاحية في جمع شمل المسلمين في دولة الباكستان، وأعلن عن تقسيم الهند في سنة 1367هـ - 1947م إلى دولتين هما الهند والباكستان. وعلى الرغم من تجمع الكثير من المسلمين في الباكستان وبنغلادش، إلا أن الهند لا تزال تضم أقلية مسلمة تتكون من قرابة 112 مليون نسمة.
التوزيع الجغرافي للمسلمين بالهند:
ينتشر المسلمون في كل الولايات الهندية حسب إحصاء سنة 1391هـ - 1971م //معدل لسنة 1401هـ - 1981م// ولكن عددهم يختلف من ولاية لأخرى وأكثر الولايات تركيزا هي: 
1- ولاية اتربراديش: 
وبها أكبر تجمع إسلامي للمسلمين ويزيد عددهم بهذه الولاية على 20 مليونا، وتوجد في القسم الشمالي الأوسط.

2- ولاية البنغال الغربية:
في غربي بنغلادش وعدد المسلمين بها أكثر من 18 مليونا، وأبرز مدن هذه الولاية كلكتا.
3- ولاية بيهار:
في غربي الولاية السابقة ويقترب عدد المسلمين بها من 12 مليونا، وأبرز مدنها جمشدبور، وقد حدثت بها اضطرابات في الآونة الأخيرة بين المسلمين والهندوس، وجمشدبور مركز صناعة الحديد والصلب، والولايتان السابقتان في شرقي الهند.
4- ولاية ماهراشترا:
في غربي الدكن وأبرز مدنها بمباي، ويزيد عدد المسلمين بها على 6 ملايين نسمة.
5- ولاية كيرالا:
في جنوب غربي الدكن وعدد المسلمين بها حوالي 6 ملايين نسمة، وأبرز مدنها كليقوط.
6- ولاية اسام:
في الشمال الشرقي وبها حوالي 8 ملايين نسمة.
7- ولاية اندهر ابراديش:
في شرق الدكن وعدد المسلمين بها حوالي 5 ملايين نسمة.
8- ولاية ميسور:
في جنوب غربي الدكن، وعدد المسلمين بها 4.5 ملايين نسمة.
9- ولاية جوجارات "كوجرات":
في غربي الدكن وعدد المسلمين بها حوالي 3.5 ملايين نسمة.
10- ولاية تاميل:
في جنوب شرقي الدكن وعدد المسلمين بها حوالي 3.5 ملايين نسمة.
11- ولاية راجستان:
في غربي الهند وعدد المسلمين بها حوالي 3 ملايين نسمة.
12- ولاية مدهيا برادش:
في شمال الدكن وعدد المسلمين بها أكثر من مليونين ويضاف إلى الولايات السابقة عدد آخر من الولايات الهندية ينتشر بها المسلمون كأقلية محدودة.
الأقلية المسلمة بالهند حاليا:
في إحصاء 1381هـ - 1961م، وصل عدد المسلمين إلى 46.94 مليون نسمة من جملة سكان الهند في نفس السنة وهي 439 مليون نسمة، نسبة المسلمين كانت 10.7 %، وفي إحصاء سنة 1391هـ - 1971م، وصل عدد المسلمين في الهند 61.4 مليون نسمة من جملة السكان في نفس العام وقدرها 548 مليون نسمة، وكذلك تكون نسبة المسلمين 11.2 %، أي بزيادة (0.51 %)، وفي سنة 1401هـ - 1981م وصل سكان الهند 683 مليون نسمة. ولما كانت حصة المسلمين في تزايد نتيجة للزيادة الطبيعية، ونتيجة لزيادة الداخلين في الإسلام، لذا يتوقع أن تكون نسبة المسلمين في الآونة الراهنة حوالي 13 %، وعلى هذا الأساس يمكن تقدير عدد المسلمين بحوالي 112.500.000 نسمة، ولقد قدر عددهم مولانا محمد يوسف أمير الجماعة الإسلامية بالهند في ندوة معهد شئون الأقليات المسلمة بجامعة الملك عبد العزيز في سنة 1398هـ - 1978م بحوالي 100 مليون نسمة، وهذا التقدير ليس بعيدا عن واقع المسلمين بالهند، ولقد وصل عدد الأعضاء المسلمين في البرلمان الهندي سنة 1400هـ - 1980م 48 عضوا، وللأسف تقدر المصادر الغربية عدد المسلمين في الهند في سنة 1397هـ - 1977م بحوالي 69.8 مليون نسمة، وهذا يخالف الواقع بل يخالف الإحصاءات الرسمية الهندية. ولقد تجاوز عددهم الآن 112.5 مليون، وفي بعض التقديرات الإسلامية أكثر من ذلك.
التعليم الإسلامي في الهند:
تضم الهند العديد من الجمعيات والهيئات الإسلامية التي تنتشر في أنحاء مختلفة من البلاد، وتزاول أنشطة مختلفة لصالح المسلمين مثل إقامة المدارس والجامعات والهيئات الخيرية، وإصدار الصحف والمجلات والاهتمام بالتعليم من أبرز الأنشطة بالجمعيات والهيئات الإسلامية بالهند، هذه الأنشطة موزعة توزيعا جغرافيا على جميع أنحاء الهند، غير أنه رغم كثرة هذه المؤسسات إلا أن هناك قصورا واضحا في تلبية احتياجات المسلمين.
في شمال الهند:
توجد دار العلوم التابعة لندوة العلماء ومركزها في مدينة (ديوبند) وتصدر مجلتين إحداهما باللغة الأردية وهي "مجلة العلوم"، والثانية بالعربية وهي "دعوة الحق"، ودار العلوم في مدينة "لكنو" وتتبع ندوة العلماء وتصدر العديد من المجلات مثل: الرائد باللغة العربية، والبعث الإسلامي بالعربية كما توجد مدرسة الإصلاح وتتبع جمعية ندوة العلوم أيضا، ثم الجامعة الرحمانية وتوجد في مدينة مونجبر في ولاية بيهار، ومدرسة مظاهر العلوم في ولاية سهارنبور، والمدرسة العليا النظامية في مدينة لكنو.
في غرب الهند:
توجد دار العلوم الأشرفية في مدينة ناندير بمباي وهي أقدم المدارس العربية، والجامعة الحسينية في مدينة راندير، والجامعة العربية الإسلامية في ولاية سورت أيضا.
في جنوب غربي الهند:
توجد روضة العلوم، والكلية العربية "مظاهر العلوم سليم" ومدرسة كيرالا.
في جنوب شرقي الهند:
جامعة دار السلام في مدينة عمر آباد، ومدرسة الباقيات الصالحات، والمدرسة الجمالية.
في وسط الهند: 
"حيدر آباد" الجامعة الإسلامية النظامية، الجامعة العثمانية، وتوجد مدارس للشيعة في يكنو.
المدارس والجامعات العصرية:
فمنها الجامعة الإسلامية في "عليكره" وهي أبرز الجامعات العصرية، والجامعة الإسلامية الجلية في دلهي، وهناك مركز إسلامي كبير في "عليكره". وفي ولاية راجستان توجد جامعة الهداية، وتهتم بالتعليم المهني إلى جانب التعليم الإسلامي. في الهند 9 مكتبات إسلامية موزعة على أهم المدن.
في ولاية كجرات:
تكونت هيئة إصلاح المسلمين سنة 1953م، وتقوم بفتح مدارس، وإنشاء كتاتيب وبناء المساجد، وتتولى إدارة 180 مدرسة. وأنشأت 34 مسجدا، وأصلحت 40 مسجدا، وحفرت آبارا للمساجد في 65 قرية.
وفي الهند حوالي 2500 مدرسة، ومعهد، وجامعة إسلامية منتشرة في معظم أنحاء البلاد، إلا أنها تواجه العديد من المشاكل منها:
1- عدم إدخال مناهج للعلوم الحديثة وأثر هذا على مستقبل خريجيها.
2- لا يوجد منهج إسلامي موحد ويفتقد الكتاب للدرس الموحد أيضا.
3- معظم المدارس تستخدم اللغة الأردية وهذه لا تصلح في مناطق البنغاليين أو التاميل.
4- من أبرز المشكلات التعليم المختلط في مدارس الهندوس.

الهيئات والمؤسسات الإسلامية:
يوجد بالهند العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية، بلغ عددها حوالي 400 هيئة ومؤسسة وجمعية، ولقد تسبب هذا في إثارة الكثير من المشكلات مما أدى إلى تفتيت وحدة المسلمين بالهند، وضعف الكيان الإسلامي، ورغم ما بذل من جهود لتوحيد هذه الهيئات إلا أنه لا جدوى من هذا، ولقد حرم هذا المسلمين من مظلة تحميهم وتحافظ على هويتهم الإسلامية، وهذه بعض الهيئات:
1- جمعية أهل الحديث.
2- الجماعات الإسلامية.
3- جماعة التبليغ.
4- جمعية العلماء بالهند.
5- الرابطة الإسلامية.
6- جمعية العلماء الوطنية.
7- منظمة الطلاب المسلمين.
8- الجماعة الإسلامية.
9- المنظمة الإسلامية للعلوم.
10- الجمعية الإسلامية للتعليم في كلكتا.
11- الرابطة المسلمة.
12- مجلس الشورى الإسلامي.
13- لجنة الأحوال الشخصية.
14- الإمارة الشرعية في بيهار.
15- المجلس الإسلامي للنظر في الأمور الاقتصادية لعموم الهند.
وهناك العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية غير ما ذكرت، ولكن للأسف لم تنجح محاولات أهداف هذه الهيئات لصالح العمل الإسلامي بالهند، وتبذل الآن محاولات للحصول على اتفاق موحد لبعض القضايا الإسلامية المطروحة على الساحة مثل قضايا التعليم، والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومن الأمور الأكثر إلحاحا محاولة جمع هذه الهيئات على تكوين مظلة تحمي المسلمين والعمل الإسلامي من التحديات المضادة.
التحديات:
تبرز التحديات من التميز العنصري المستخدم ضد المسلمين بالهند، وهي ميراث يأتي من الوضع الطائفي، وأشد أنواع الاضطهاد ضراوة الشغب المخطط له مسبقا، ويهدف إلى قتل المسلمين وإحراق بيوتهم لإضعاف اقتصادياتهم ونهب متاجرهم، واستخدمت ضد المسلمين الأسلحة النارية والمتفجرات، وتقع هذه الأحداث عشرات المرات سنويا منذ الاستقلال، وتركز على تحقيق أهداف منها إرغام المسلمين على الهجرة، أو إضعاف مطالبهم بحقوقهم السياسية، أو إضعاف تمسكهم بثقافتهم، أو دفعهم لانتخاب أعضاء حزب معين، ولهذا ازدادت الأعمال الوحشية، ومعظم أحداث الشغب تقع من الطائفة الهندوكية، ولقد وقعت أحداث الشغب في سنة 1388هـ - 1968م، 1390هـ - 1970م، في مدينتي أورانج آباد وبيواندي، وتحدث يوميا أحداث شغب ضد المسلمين في معظم المدن الهندية.
وحدثت اضطرابات في ولاية آسام في سنة 1399هـ، بحجة تسلل بعض المسلمين من بنغلاديش، وأتاح هذا المفهوم فرصة للاضطهاد.
وحدثت اضطرابات في مدينة "عليكره" مقر جامعة عليكره راح ضحيتها 26 شخصا، ولقد وقع 510 حوادث شغب في الفترة المحصورة بين سنتي 1397هـ - 1398هـ، وقتل فيها 147 شخصا وجرح ما لا يقل عن 953 فردا، ووقعت أحداث شغب أخرى في فراناسي قتل فيها 20 من المسلمين وجرح 400 وقبض على 1300 مسلم، ولقد وقعت أحداث شغب ضد المسلمين في 8 مدن منها أحمد آباد، ومراد كاد، ودواركيلا، والله آباد، ومن أبرز أحداث الشغب والتحديات ما وقع في مدينة جمشدبور مركز صناعة الصلب في ولاية بيهار، ففي هذه المدينة تعرض المسلمون إلى عمليات إبادة نتيجة مؤامرة تمت في سنة 1399هـ، فلقد استولى قطاع الطرق على المدينة، وتعرض المسلمون لمدة ثلاثة أيام بها لحركة إبادة وتدمير بشعة وبعلم السلطات الحاكمة، فقام الهندوس بمهاجمة أحياء المسلمين بمدينة جمشدبور وقتلوا حوالي ألفا من المسلمين وجرحوا أكثر من 1500 مسلم، ودمرت منازل قدرت قيمتها بـ 3 ملايين من الدولارات، وكانت منطقة مانجو المسلمة بجمشدبور أشد المناطق إصابة بهذه الكوارث، ولقد احتج على ذلك الشيخ أبو الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية، كما احتجت رابطة العالم الإسلامي، وكذلك الهيئات والمنظمات الإسلامية، وطالبت حكومة الهند بوقف المذابح التي تتعرض لها الأقلية المسلمة بالهند. ومنذ استقلال الهند وحتى سنة 1407هـ وقع أكثر من 10 آلاف حادث عنف ضد المسلمين.
وهكذا تتعرض الأقلية المسلمة بالهند لأحداث شغب مميتة تؤدي إلى أضرار جسيمة، وقد نتج عن سوء أحوال المسلمين بالهند العديد من المشكلات من أبرزها المشكلات الاقتصادية، ولتحسين أوضاعهم يجب الاهتمام باستقلال مواردهم المتاحة، ويجب تشجيع التنمية الاقتصادية في الولايات التي تتدهور بها أحوال المسلمين الاقتصادية، وينبغي دراسة أسباب التخلف بعناية فائقة، ويجب رفع مستوى التعليم المهني، كما ينبغي تشجيع الطلاب المسلمين على دخول مجال التعليم العملي، وإنشاء مراكز للتدريب الفني، كما يجب تشجيع الصناعة المنزلية لتسهم المرأة المسلمة بنصيب في رفع مستوى دخل الأسرة، وينبغي حث الحكومة على الاهتمام بتنمية أحوال المسلمين الاقتصادية، وأهم عوامل النهوض تتبلور في توحيد المسلمين بالهند ضد التحديات، وإنشاء مجلس إسلامي أعلى يضم جميع المنظمات الإسلامية بالهند، وهناك عامل ذاتي ينبعث من المسلمين الهنود أنفسهم، وكانت اللغات الهندية تكتب بحروف عربية مع إضافة بعض حروف الهجاء، مثل اللغة الأردية الهندستانية، ويتحدث بها سكان المقاطعات الوسطى، وهي خليط من الهندية والعربية، والفارسية، وعرفت بالهندستانية الشمالية، ومنها اللغة الدكنية "الدكهنية" أو الهندستانية (الدراسية) وهي لغة مسلمي الجنوب، وتنتشر في جنوب الهند (شبه هضبة الدكن) وكان هناك العديد من اللغات الهندية التي كتبت بحروف عربية قبل شيوع الإنجليزية في ظل الاحتلال البريطاني. 
تحديات الهندوس:
تكررت تحديات الهندوس للمسلمين بخصوص محاولة هدم مسجد بابري في أيديا حيث يدعي الهندوس أن المسجد أقيم على أطلال معبد هندوسي منذ القرن السادس عشر الميلادي، ورغم صدور حكم من محكمة هندية بأحقية المسلمين بالمسجد وأن ادعاء الهندوس باطل إلا أن الهندوس هاجموا المساجد في عدة مدن هندية وقاموا بذبح وقتل مئات من المسلمين، وبلغ عدد شهداء المسلمين في أحداث المسجد البابري 400 شهيد.
ويمكن تلخيص التحديات التي تواجه المسلمين في الهند فيما يلي:
1- ارتفاع نسبة الأمية بين المسلمين فتصل في بعض المناطق إلى 80 %. 
2- الخلافات بين الهيئات والمنظمات الإسلامية عرقل توحيد المسلمين وشتت وحدتهم، فأصبح من الصعب توحيدهم.
3- رغم تشكيل مجلس الشورى الإسلامي ومحاولة توحيد المسلمين إلا أنه لم يؤد دوره ولم يحقق الهدف من إنشائه.
4- لا يوجد نظام تعليمي إسلامي موحد أو مناهج موحدة، فتتعدد المناهج والكتب الدراسية. 
5- تدهور الوضع الاقتصادي للمسلمين فحوالي 70 % في شريحة الدخول دون مستوى الفقر.
6- التحديات المستمرة من الهندوس وكثرة المذابح التي يقوم بها الهندوس في مناطق المسلمين.
7- الغزو الشيوعي للفقراء من المسلمين خصوصا في ولايتي البنغال الغربية وكيرلا.
8- شبه انعدام تمويل العمل الإسلامي المحلي بسبب ضعف الدخول.
9- الإهمال الواضح من قبل الهيئات الإسلامية للمسلمين التاميل، لا سيما المسلمون الجدد من المنبوذين.
10- معظم الكتب الإسلامية المتداولة في التعليم باللغة الأردية، وهذه لا جدوى منها في مناطق تسودها اللغة البنغالية أو اللغات الأخرى.
11- تغيب الإعلام الإسلامي عن الساحة الإسلامية في مناطق كثيرة. 
متطلبات العمل الإسلامي بالهند:
تتطلب ساحة العمل الإسلامي العديد من الاحتياجات أبرزها:
1- الاهتمام بالتعليم الإسلامي خصوصا لأطفال المسلمين بالهند ووضع مناهج مشتركة وموحدة.
2- إيجاد منصة سياسية ناطقة باسم المسلمين في الهند.
3- الدعم المادي للعمل الإسلامي فمعظم المسلمين في الهنـد في حالـة اقتصادية دون مستوى الفقر 70 %. 
4- الاهتمام بقانون الأحوال الشخصية للمسلمين وتطبيق الشريعة الإسلامية.
5- تشكيل هيئات شبابية إسلامية والعناية بالشباب.
6- تنشيط المنظمات النسائية الإسلامية، والاهتمام بتعليم المرأة المسلمة.
7- محاولة جمع شمل المنظمات والهيئات الإسلامية رغم فشل المحاولات السابقة، وعلى الأقل جمع الشمل حول القضايا العامة.
8- إيجاد قنوات اتصال بين المسلمين الجامعيين بالهند.
9- العمل على إيجاد إعلام إسلامي جيد للرد على التحديات.
10- مكافحة التخلف التعليمي الاقتصادي والاجتماعي.
11- تطوير مناهج التعليم الإسلامي مع مراعاة اللغات المحلية.
12- محاربة الجهالة الدينية وذلك بدعم الدعوة الإسلامية.
13- الحاجة إلى الكتب الإسلامية باللغة البنغالية والتاميلية.
14- خلق أطر من الداعيات المسلمات، تضيق الفجوة بين علماء المسلمين وعامة الشعب. 
15- مكافحة العمل الشيوعي وتغلغله في أوساط فقراء المسلمين.
16- مكافحة تغلغل المنظمات الطلابية غير المسلمة في أوساط الشباب المسلم، وحل مشكلات الطلاب المغتربين.


0
الأقلية المسلمة في ملاوي





هي المحمية البريطانية السابقة (نياسالاند)، حاولت البرتغال الاستيلاء عليها لتصل بين مستعمرتيها أنجولا وموزمبيق، وتغلبت شركة جنوبي أفريقيا التي كونها سير (سيسل رودس)، فأخذت حق استغلال ثروات تلك المنطقة، وشجع رودس البريطانيين على الإقامة بوسط جنوبي أفريقيا، وتكونت شركة بريطانية أخرى هي (شركة البحيرات)، وأعلن عن قيام محمية نياسالاند في سنة 1309هـ / 1891م، وظلت محمية نياسالاند تخضع للحكم البريطاني حتى نالت استقلالها في سنة 1384هـ / 1964م، وعرفت بجمهورية ملاوي.

الموقع:

تقع ملاوي في الجنوب الشرقي من وسط القارة الأفريقية، تحدها تنزانيا من الشمال والشمال الشرقي، وموزمبيق من الشرق والجنوب، وزامبيا من الغرب، وتسير حدودها الشرقية في منتصف مياه بحيرة ملاوي (نياسا سابقًا)، وهي جمهورية صغيرة لا سواحل لها ومخرجها إلى سواحل المحيط الهندي عبر جارتها موزمبيق.

الأرض:

تبلغ مساحة ملاوي (118.500) كيلو متر، والعاصمة ليلنجوى في جنوب غرب بحيرة نياسا، وتشغل البحيرة قسمًا كبيرًا من أرض ملاوي، والمنطقة المحيطة بها من أجمل بقاع أفريقيا، وترتفع الأرض في الغرب والجنوب، وتنحدر نحو الشرق حيث الأخدود، ومعظم أرض ملاوي تغطي بحشائش السافانا الطويلة والغابات.

المناخ:

ينتمي مناخ ملاوي إلى النوع المداري القاري، غير أن الارتفاع والمسطحات المائية أثرت في تلطيف درجة الحرارة التي تشتد أثناء الصيف الجنوبي، وتسقط الأمطار في الصيف، ويعتبر الشتاء فصل الجفاف.

السكان والنشاط البشري:

سكان ملاوي ينتمون إلى عدة قبائل من زنوج البانتو، ويتكونون من جماعات النيانجا (Nyanja) في الجنوب، والشوا (Shewa) في الوسط، والتومبوكا (Tumbwka) في الشمال، والنجوني (Ngoni)، والياو (Yao)، ولوموى (Lomwe) وقدموا من موزمبيق. وهناك جماعات أخرى مثل الناخوندي، والتونجا، وينتشر الإسلام بين قبائل الياو، حيث يشكلون غالبية المسلمين وجماعات النخوتاكوتا (Nkhotakota).

ويصل عدد السكان في سنة 1408هـ (7.878.000) نسمة، بلغ عدد المسلمين منهم حوالي 2.229.000 نسمة، أي حوالي ثلث السكان تقريبًا، ومعظم سكان ملاوي يعملون في الزراعة، فحوالي 82% منهم يعيشون في القرى، ويزرعون الشاي، والقطن، وقصب السكر، كما يزرع الذرة، والأرز، والكاسافا، وتزاول حرفة الرعي على الحشائش الطبيعية، ومن الحرف الهامة قطع الأخشاب من الغابات التي تغطي قرابة خمس مساحة ملاوي، وأكبر المدن (بلانتير)، وتوجد بها صناعة غزل ونسج القطن، وصناعة المواد الغذائية، وتعبئة الشاي، والأسماك، والبطاطين، والملابس، وتصدر ملاوي منتجاتها عن طريق خطين حديديين إلى ميناء بيرا ونكالا في موزمبيق.

كيف وصل الإسلام إلى ملاوي؟

دخل الإسلام هذه البلاد عن طريق الدعاة والتجار المسلمين في أيام إمبراطورية الزنج الإسلامية، والتي كانت تتخذ من مدينة كلوة عاصمة لها بعد تأسيسها في سنة (955هـ)، كما أسهم العمانيون بجهد كبير في نشر الإسلام أيام دولة آل سعيد في شرقي أفريقيا، وازدهر الإسلام في هذه المنطقة في القرن العاشر الهجري.

وكان للتجار المسلمين علاقة تجارية مع مملكة (مونوموتابا)، وقدر عدد التجار المسلمين في القرن الخامس عشر الميلادي بعشرة آلاف، ووصل نشاط التجار المسلمين إلى بحيرة نياسا، وهكذا انتشر الإسلام بين قبائل الياو، والنجوني، والشوا، ولقد وصل الإسلام إلى ملاوي عن طريق محور آخر أخذ طريقه إلى قلب ملاوي بواسطة التجار السواحليين، وتزعم هذا المحور جومبي سالم بن عبد الله (Jumbe Salim)، وفي سنة 1840م كان يرسل قوافل التجارة شرقًا إلى زنجبار، وغربًا إلى كاسونجو، واستمر نشاطه هو وخلفاؤه مدة خمسين عامًا، حتى جاء البريطانيون إلى المنطقة وأخرجوا خلفاء جومبي إلى زنجبار.

ثم بدأ وصول الأوربيين، فكان ليفنجستون أول منصِّر وصل إلى ملاوي في سنة (1276هـ - 1859م)، وبدأت البعثات التنصيرية تصل إليها في السنوات التالية، ووجد المنصرون الإسلام منتشرًا بين قبائل الياو (Yao) والجومبي (Jumbe). ولقد ذكر السير الفريد شارب حاكم نياسا في سنة (1328هـ - 1910م)، أن الإسلام منتشر بين الياو، ففي كل قرية من قراهم مسجد وتجار من المسلمين، وتأسس أول مقر لبعثة تنصيرية في سنة (1278هـ - 1861م)، في ماجومرو (Magomro) بين قبائل الياو، ثم أغلق هذا المركز بعد عامين لفشل التنصير بين المسلمين، ولم تحقق البعثات التنصيرية أي نجاح في السنوات التالية، وفي سنة (1292هـ - 1875م)، أقامت البعثة التنصيرية الثانية مقرًّا لها بين (الياو) في (كيب ماكلير) (Cape Maclear) وبعد 6 سنوات استطاعت أن تنصِّر فردًا واحدًا، لهذا نقلت مقرها إلى مدينة ليفنجستونيا، وهكذا لم تحقق أي نجاح إلا عندما منحتها السلطات الاستعمارية حق الإشراف على التعليم، ثم فرض تعليم الدين المسيحي في جميع المدارس في سنة (1346هـ - 1927م)، في بلد كزان يضم أكبر جالية إسلامية بين جيرانه.

وأخذ سيسل رودس في مد النفوذ البريطاني إلى ملاوي، وقاوم المسلمون هذا الاحتلال مدة عامين، وأعلنت بريطانيا الحماية على ملاوي (نياسالاند سابقًا) في سنة (1359هـ - 1891م)، وكان أول مندوب سام لبريطانيا في ملاوي هو (هري جنستون) الذي أذاق المسلمين مرارة التحدي، فصرع العديد منهم ببنادق الصيد في رحلاته السياحية عبر بحيرة نياسا، وكان المسلمون في أولى سنوات الحماية البريطانية يشكلون 60% من سكان نياسالاند (ملاوي)، واليوم تقدرهم السلطات بثلاثين في المائة.

مناطق المسلمين:

يصل عدد المسلمين حوالي (2.229.000) ويوجد المسلمون في المناطق القريبة من بحيرة (نياسا) في المناطق الشمالية والجنوبية من ملاوي، وفي مولنجي، وددزا، وشيرادى زولو وليلو نجوى وزومبا، وسليما، وشمال مقاطعة كوتا، وأكثر من نصف المسلمين بملاوي من الشباب، ولكن معظمهم يعمل في الزراعة أو كعمال فقراء، وتوزيع المسلمين حسب المحافظات كالآتي: 
محافظ منقوشي بها أعلى نسبة للمسلمين في البلاد ويليها كتوزا، ثم ماشنكا، ثم زومبا، ثم سليما، ثم شيرازولو، ثم يلنتير، ثم ديدازا، ثم مولانجي.

التعليم:

من أخطر الأمور التي يتعرض لها المسلمون في ملاوي وجود مدارس البعثات التنصيرية، والتي تقدم التدريب المهني الذي يقبل عليه الشباب، ففي كل الجهات التي يوجد بها المسلمون توجد مدارس للبعثات التنصيرية، وفي سنة 1927م صدرت عدة قوانين تجعل من الدين المسيحي مادة إجبارية في جميع المدارس، ورفض المسلمون إلحاق أبنائهم بمدارس البعثات التنصيرية، وكان التعليم قبل احتلال ملاوي باللغة العربية والسواحلية، ثم تحولت لغة التعليم إلى الإنجليزية أو إلى اللهجات المحلية بحروف لاتينية، وهكذا وجهت الضربات للمسلمين، وأخذت التحديات تبرز في مجال التعليم المهني، حيث أتيحت الفرص للمسيحيين وحرم منها المسلمون، وأصبحت المدارس التي أنشأها المسلمون في ملاوي بجهد ذاتي لا تقوى على المنافسة. ولقد أثر هذا في تدهور المستوى الاقتصادي للمسلمين.

وقد أثر التخلف في التعليم على أحوال المسلمين الدينية فانقطعت صلتهم بالثقافة الإسلامية، ثم برزت نهضة إسلامية في ميادين التعليم، وبناء المساجد، وذلك عندما هاجر إلى ملاوي عدد من العمال المسلمين من الباكستان والهند، وأخذوا في تشييد المساجد والمدارس الإسلامية وبلغ عدد المدارس 12، ولكنها تسير على النظم الهندية، ولكن الحكومة حظرت على الآسيويين الإقامة في الريف وتسبب هذا في تعطيل الكثير من المساجد والمدارس، ولا توجد مدارس لتدريب المعلمين المسلمين، فلا يوجد إلا القليل من المعلمين المسلمين بين هيئات التدريس في مدارس ملاوي. ولقد نشطت منظمة الشباب المسلم في ملاوي في تشييد المدارس الإسلامية، ولكن بإمكانيات محدودة، وهناك نقص كبير في المطبوعات الإسلامية والنشرات الدينية.

المساجد:

تنتشر المساجد في معظم القرى والمناطق الإسلامية، وهي مساجد متواضعة بسيطة يبلغ عددها حوالي 500 مسجد، ويقوم بالوعظ فيها أئمة غير مؤهلين، وألحقت بهذه المساجد مدارس ابتدائية لتعليم أبناء المسلمين قواعد الدين، غير أن المعلمين المسلمين محدودو الثقافة، ويتقاضون أجورًا زهيدة من تبرعات المسلمين بالمناطق المحلية في ملاوي، ولقد أسس المسلمون مركزًا مهنيًا حديثًا لتعليم أبنائهم الحرف المختلفة ليقضوا على منافسة المدارس التنصيرية، ولقد قامت لجنة مسلمي أفريقيا (الكويتية) بإنشاء 70 مسجدًا بملحقاتها، وأصلحت أكثر من 100 مسجد.

الهيئات الإسلامية:

في ملاوي العديد من الهيئات الإسلامية المحلية، منها 5 مؤسسات في مدينة زومبا، و3 في بلنتير، واثنتان في كل من ليلو نجوى، وزمبا، منها جماعة اليمني المسلمة، وجماعات بلانتير وجماعة زومبا المسلمة، والجمعية الإسلامية، والشباب المسلم، والمركز الإسلامي الاجتماعي. ومن أنشط الهيئات الإسلامية في البلاد اتحاد الطلاب المسلمين، وله فروع في معظم ملاوي، والأعضاء في الاتحاد أكثر من نصف مليون عضو، ولقد حضر وفد من الشباب المسلم في ملاوي مؤتمر الشبيبة المسلمة الذي عقد في بتسوانا في سنة ألف وثلاثمائة وسبع وتسعين هجرية، وكانت مناسبة طيبة أن يعقد مؤتمر الشباب الإسلامي الثالث لجنوبي أفريقيا في ملاوي، في الفترة من 5 إلى 9 من جمادي الآخرة سنة 1401هـ، وعقد تحت شعار: أفريقيا للإسلام والإسلام لأفريقيا.

ويعقد المؤتمر كل عامين لشباب جنوب أفريقيا لتدارس مسيرة الدعوة الإسلامية، وكان مقر المؤتمر في مركز كواتشا الدولي للمؤتمرات بملاوي، واشتركت فيه وفود أفريقية عديدة، وناقش المؤتمرون الإسلام في القرن العشرين والتحديات المضادة. ومستقبل الدعوة الإسلامية في أفريقيا، ومسيرة الدعوة في بتسوانا وزامبيا، وموزمبيق وكينيا وجنوب أفريقيا وتنزانيا، وملاوي، ومن الهيئات: جمعية الطلاب المسلمين في ملاوي والبعثة الإسلامية في بلنتير، والحركة الإسلامية في ليلو نجوى والمركز الإسلامي في منجوشي.

متطلبات:

لا يوجد إلا القليل النادر من المطبوعات والكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية أو بلغة الشيشوا (Chichewa) اللغة المحلية في البلاد، كما لا توجد دار للطباعة الإسلامية، ولا توجد صحيفة إسلامية، وإنما تصلهم الصحف الإسلامية من مسلمي جمهورية جنوب أفريقيا، مثل صحيفة القلم وصحيفة المختار، لهذا فهم في حاجة ماسة للمطبوعات والكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية أو بلغتهم، ولما كان نصف المسلمين بملاوي من الشباب؛ لذا فالحاجة ماسة لوجود المدارس المناسبة، وتواجد الفكر الإسلامي، والحاجة إلى إنشاء مركز إسلامي للطالبات.

الوضع الراهن:

لقد مر المسلمون في ملاوي بفترة من المعاناة بعد الاستقلال بسبب استمرار نفوذ المنصرين وتدخلهم في صياغة سياسة الحكومة في ملاوي، خصوصًا سياسة التعليم؛ مما أدى إلى تراجع حصة المسلمين عن ذي قبل، فتدهورت نسبتهم بين السكان، ولكن الوضع تحسن بعد انعقاد مؤتمر الشباب المسلم في سنة 1401هـ في ملاوي، مما أدى إلى وصول المعونات من العالم الإسلامي، وتحسن وضع التعليم والمساجد، فتم إنشاء العديد من المساجد، وألحقت بها المدارس، فتم إنشاء 4 مراكز إسلامية في كل من بلنتير، ونمانولو، ومنقوشي، ونتاجا، وتم إنشاء العديد من المدارس والمعاهد مثل المعهد الإسلامي في زومبا، وأنشأ مركز تدريب الدعاة في بلنتير، وتم تدريب 563 داعية، وتم إنشاء العديد من مدارس تعليم القرآن الكريم، ويقوم بهذا العمل أكثر من 500 معلم، ويتلقى التعليم 150 ألف تلميذ في 200 مدرسة قرآنية ونشطت الدعوة الإسلامية بعد فترة من الركود، وقامت لجنة مسلمي أفريقيا بدور كبير في هذا الشأن.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger