0
الأقلية المسلمة في زمبابوي


 الأقلية المسلمة في زمبابوي

مجموعة دول جنوبي أفريقيا: (ملاوي - زامبيا - زمبابوي - بتسوانا -
اتحاد جنوب أفريقيا - سوازيلاند - ليسوتو - ناميبيا)
هي المستعمرة البريطانية السابقة روديسيا الجنوبية، والتي أعلن أيان سميث زعيم الأقلية البيضاء انفصالها عن بريطانيا واستقلالها في سنة (1385هـ - 1965م)، وقد أثارت سياسة سميث العنصرية غضب المجتمع الدولي، فأعلنت دول عديدة مقاطعة روديسيا اقتصاديًّا، وفرضت هيئة الأمم المتحدة مقاطعة اقتصادية على حكومة سميث، ونتج عن السياسة العنصرية التي اتبعتها الأقلية البيضاء تأييد شبه عالمي لجبهة تحرير زمبابوي، بزعامة روبرت موجاني وجواشو نكومو، وأخيرًا نالت روديسيا استقلالها تحت حكم الأغلبية الأفريقية، وعرفت بجمهورية زمبابوي.
الموقع:
توجد زمبابوي في القسم الجنوبي الشرقي من وسط القارة الأفريقية، وهي دولة داخلية لا سواحل لها، إذ تبعد عن المحيط الهندي بحوالي مائتين من الكيلو مترات، ومخرجها من موزمبيق التي تحدها من الشرق والشمال الشرقي، وزامبيا من الشمال الغربي وبتسوانا من الغرب، وجمهورية اتحاد جنوبي أفريقيا من الجنوب، وتبلغ مساحة البلد 390.759 كيلو مترًا.
ويبلغ سكان زمبابوي سنة (1408هـ - 1988م) 9.116.000 نسمة، وعاصمة البلاد هراري وسكان العاصمة حوالي 700 ألف، ومن المدن الهامة بلاوايو وجويلو، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 800 ألف نسمة.
الأرض:
أرض زمبابوي هضبة تقع بين نهري الزمبيزي ولمبوبو، وتنقسم جغرافيا إلى أربعة أقاليم، لكلٍّ ملامحه الخاصة، والإقليم الأول ويطلق عليه الفلد الأعلى، والثاني يسمى الفلد الأوسط، والإقليم الثالث يسمى الفلد المنخفض، أما القسم الرابع فيتكون من حزام جبلي يقع في شمال شرقي زمبابوي، وتغطى الأرض بحشائش السافانا والغابات.
المناخ:
مناخ زمبابوي ينتمي للنوع المداري، حيث تقع بين دائرتي عرض (30 - 15)، (30 - 22) جنوبي الدائرة الاستوائية، ورغم هذا الموقع المداري تعتدل حرارتها بسبب ارتفاع أرضها، ويتساقط المطر في نوفمبر ويستمر في مارس، وتتمتع منطقة الفلد الأعلى بمناخ معتدل.
السكان والنشاط البشري:
سكان زمبابوي ينتمي إلى الجماعات الزنجية المعروفة بالبانتو، فحوالي (95%) من جملة السكان أفارقة، أما عدد البيض فيزيد قليلًا على ربع مليون نسمة، وهناك أقلية من الآسيويين تصل إلى ثلاثين ألف نسمة، وهكذا تظهر الأغلبية الأفريقية صاحبة الحق الشرعي في بلادها، وينتمي الأفارقة إلى قبائل الميتابيلي والماشونا، ومن قبائل الماشونا جماعات تسمى (الوارمبا) وتدعي هذه الجماعات أنها تنحدر من أصول عربية، وتعيش على بعد أربعمائة كيلو متر إلى الغرب من مدينة سوفالة المشهورة في تاريخ شرقي أفريقيا الإسلامي، وقد أدت سيطرة المستعمرين على هذه المنطقة إلى فصل هذه الجماعات عن إخوانهم، ولهذه الجماعات سلوكيات إسلامية: فلا يأكلون لحم الخنزير، ويختنون أطفالهم، ويرفضون أكل اللحوم التي يذبحها غيرهم، ولا تزال أسر كثيرة منهم تحمل أسماء عربية.
النشاط البشري:
ينصب على حرفتي الزراعة والرعي، ويعمل بالزراعة 60% من القوة العاملة، وأبرز الحاصلات الزراعية: الذرة، والقمح، والأرز، ومن الحاصلات النقدية: القطن، وقصب السكر. ولقد قام المستوطنون الأوربيون بزراعة غلات تجارية جديدة، وتربى قطعان الماشية على حشائش السافانا، ولزمبابوي شهرة في إنتاج النحاس، وبلغ إنتاجها في سنة (1400هـ - 1980م) من النحاس (27 ألف طن)، ومن خام النيكل (15 ألف طن)، والذهب (367 كيلو جرامًا)، والكروم (533 ألف طن)، وكانت تسيطر الأقلية البيضاء على أخصب الأراضي وعلى المناجم، وتربى ثروة حيوانية لا بأس بها في زمبابوي. وقدرت ثروتها في سنة (1408هـ - 1988م) بحوالي 5.700.000 من الأبقار، و580 ألفًا من الأغنام، و1.650.000 من الماعز.
ولقد بدأت بعض الصناعات الحديثة تأخذ مكانتها في زمبابوي، خصوصًا بعد بناء سد كاريبا، فظهرت بعض الصناعات التحويلية، والصناعات الغذائية، والحديد والصلب، وغزل ونسج القطن وصناعته، وتنتشر الصناعة على طول الخط الحديدي من بولاويو إلى سالسبوري.
كيف وصل الإسلام إلى زمبابوي؟
وصل الإسلام إلى هذه المنطقة مبكرًا، فلقد عثر دكتور (ستانلي تيمبور) على قبر في أراضي زمبابوي على مقربة من نهر زمبيزي، وقد نقش عليه: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا قبر سلام بن صالح الذي انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة في السنة الخامسة والتسعين من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا الاكتشاف الأثري الذي عثر عليه دكتور ستانلي يدل على أن المسلمين وصلوا منطقة زمبابوي في القرن الأول الهجري، وهذا أمر طبيعي، فقد قامت إمارات إسلامية في المدن الساحلية لشرقي أفريقيا، وكانوا على صلة بداخل القارة، تمثلت هذه الصلة في رحلات تجارية قام بها التجار المسلمون.
وكان ميناء سفالة مخرجًا لمنتجات الإقليم، ولقد اشتهرت المنطقة من قديم بإنتاج الذهب، والمكان الذي عثر فيه دكتور ستانلي على القبر سابق الذكر يبعد أربعمائة كيلو متر إلى الغرب من سفالة، وكانت سفالة تتبع إمبراطورية الزنج الإسلامية التي اتخذت من كلوا عاصمة لها، وعثر على آثار عربية أخرى تبعد عن مدينة فورت فكتوريا 25 كيلو مترًا قرب أطلال زمبابوي، وهذا يدل أيضًا على أن المسلمين قد عاشوا بهذه المنطقة وعمروها، وتعيش الآن بهذه المنطقة قبيلة الوارمبا التي تدعي أنها تعود إلى أصول عربية.
وأقام المسلمون الأوائل المساجد على طول الطرق التي كانوا يسلكونها إلى الداخل، كان هذا قبل مجيء الاستعمار البرتغالي إلى منطقة شرقي أفريقيا، وعندما احتل البرتغاليون ساحل موزمبيق قطعوا الصلة بين الجماعات المسلمة في الداخل وإخوانهم على ساحل شرقي أفريقيا، وشجعوا البعثات التنصيرية على العمل، وأتاحوا لها الفرص المناسبة، ووضعوا العراقيل في وجه الدعوة الإسلامية. وتسابق البريطانيون والبرتغاليون إلى احتلال منطقة وسط أفريقيا الجنوبية، وكان سيسل رودس البريطاني أسرع من البرتغاليين في احتلال المنطقة، فكوَّن شركتين بريطانيتين للعمل على استغلال هذه المنطقة، وحصل على معاهدة وضعت ملك المتبابلي تحت الحماية البريطانية، وهكذا دخلت المنطقة في حوزة الاستعمار البريطاني.
المسلمون في الوقت الراهن:
يوجد بزمبابوي أكثر من 800 ألف نسمة من المسلمين، ويتكونون من عناصر أفريقية وآسيوية مهاجرة، ويعيش المسلمون في المناطق الزراعية ومناطق التعدين، في وسط زمبابوي وجنوبها الشرقي، ويقيم التجار من المسلمين في المدن الرئيسية مثل سالسبوري، وبلاوايو، وعلى جانبي الخط الحديدي الذي يخترق من الشرق إلى الغرب، هذا ويكسب الإسلام كل يوم أنصارًا جددًا، فلقد أسلم في 1381هـ مائتا شخص، وفي سنة 1394هـ أعلن إسلام أربع عشرة بطنًا من قبيلة الوارمبا سالفة الذكر، وغيروا اسم بلدتهم من موهير إلى إسلام أباد. وجدير بالذكر أن توزيع نسب الديانات في زمبابوي حسب ما جاء في تقرير المجلس الإسلامي الأعلى هي 9.4% مسلمون، 43% مسيحيون 47.6% وثنيون.
المساجد والمدارس:
ويوجد في زمبابوي أكثر من 40 مسجدًا وعشرين مصلى منتشرة في معظم المدن والقرى، وألحقت بهذه المساجد (كتاتيب) لتعليم أبناء المسلمين، ويدرس بها معلمون غير مؤهلين، والمناهج التي تدرس هزيلة، فالمدارس الإسلامية في حاجة إلى تطوير ودعم بالمدرسين المؤهلين، لا سيما وأنها تمول بمبالغ تجمع على هيئة تبرعات من المسلمين بزمبابوي، والأمر يحتاج إلى مركز إسلامي لتدريب الأئمة أو معهد لتخريج الدعاة، وكذلك معهد لتأهيل المدرسين. وقد طالب بهذا الشيخ آدم ماكدا رئيس جمعية البعثة الإسلامية في زمبابوي، طالب في البحث الذي تقدم به لمؤتمر الشبيبة المسلمة الذي عقد ببتسوانا بجنوبي أفريقيا، وأوضح في بحثه مدى الحاجة للأئمة والمدرسين المؤهلين، وأضاف أن القبائل الأفريقية في زمبابوي تقبل على اعتناق الإسلام ولا زال حوالي نصف السكان من الوثنيين.
الهيئات الإسلامية:
وهناك عدد من الهيئات والجمعيات الإسلامية منها:
1-     اتحاد المجالس الإسلامية.
2-     حركة الشباب المسلم في مدينة بلاوايو.
3-     جمعية الطلبة المسلمين في (قي قي).
4-     منظمة الشباب المسلم في جنوبي زمبابوي.
5-     البعثة الإسلامية.
6-     جماعة التبليغ.
7-     من أبرز الهيئات الإسلامية مجلس العلماء المسلمين الذي تأسس 1395هـ - 1975م.
8-     اتحاد الطلاب المسلمين في زمبابوي، تأسس عام 1989م.
9-     جمعية الرابطة الإسلامية.
10- المجلس الأعلى للمسلمين بزمبابوي.
كل هذه الهيئات في حاجة لتوحيدها.
وتتلخص متطلبات الجمعيات الإسلامية بزمبابوي في:
معالجة ضحالة المعلومات عن الدين الإسلامي عند المسلمين، وتوسيع وتنشيط المراكز الإسلامية الموجودة، الحاجة إلى كتب إسلامية باللغات المحلية الأفريقية والإنجليزية، منح دراسية لأبناء المسلمين في زمبابوي، الاهتمام بتطوير المدارس الإسلامية ومدها بالمدرسين المؤهلين، ولقد حضر وفد في زمبابوي المؤتمر الثاني للشباب المسلم، وكذلك المؤتمر الإسلامي الثالث للشباب المسلم بجنوب أفريقيا، والذي عقد في جمهورية ملاوي في جمادي الآخرة سنة (1408هـ)، ولقد عقدت ندوة الشباب الإسلامي أول مؤتمراتها في شرق أفريقيا في زمبابوي سنة 1401هـ - 1981م، وعقد المؤتمر الرابع لشباب جنوب أفريقيا بهراري سنة 1983م.
نقلا عن موقع الاسلام 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
المسلمون في العالم © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger